العامة للوجه الإسلامي الأصيل ، وأن نواجه ذلك كله بالموقف الذي يؤكد على أن المسألة ليست مجرد كلمة تذكر أو تحذف ، بل هي عنوان للخط ، وحركة في المسيرة ، مما يجعل الاستهانة بها استهانة بالمعنى الأصيل الذي تمثله في معنى العقيدة الإسلامية.
* * *
** بسم الله
أي : أبتدئ باسم الله. وهذا هو المعنى المتبادر من جو الكلمة في متعلق الجار والمجرور ، لأن المقصود هو الابتداء باسم الله في إيحاءاته بارتباط الفعل وهو القراءة ، أو الانفتاح على المضمون الذي تشتمل عليه السورة في المعاني العامة التي أراد الله بيانها في تفاصيل آياتها ، لأن البداية عند ما تكون ( بسم الله )، فإنها تفتح وعي الإنسان على كلام الله النازل من خلال وحيه ، مما يجعل من الابتداء باسمه مدخلا للانفتاح عليه على أساس ما يرمز إليه اسم الله من الذات المقدسة المطلقة التي يرجع إليها الأمر كله ، فتكون بداية كل شيء منه ونهايته إليه.
وكلمة الجلالة « الله » لا تدل إلا على ذاته سبحانه ، بالوضع ، أو لغلبة الاستعمال ، وذلك من خلال التبادر الذي يوحي بذلك.
وعلى ضوء هذا ، فإن الكلمة تحمل الوضوح الصافي المشرق الذي يجعل التصور في مستوى الحقيقة التي لا مجال فيها للغموض أو الاشتباه ، بحيث لا يبقى هناك مجال للحاجة إلى أي تأويل أو تفسير ، ولذلك كانت كلمة التوحيد : « لا إله إلا الله » تعني الالتزام بالوحدانية من دون حاجة إلى أي لفظ آخر يكمل المعنى ، لتعين المعنى التوحيدي من خلال الكلمة.
* * *
صفحة ٤٠