(1) - للسورة والوجه الثالث أن يكون خبرا لمبتدء محذوف تقديره هو هدى.
المعنى
المراد بالكتاب القرآن وقال الأخفش ذلك بمعنى هذالأن الكتاب كان حاضرا وأنشد لخفاف بن ندبة
أقول له والرمح يأطر متنه # تأمل خفافا إنني أنا ذلكا
أي أنا هذا وهذا البيت يمكن إجراؤه على ظاهره أي إنني أنا ذلك الرجل الذي سمعت شجاعته وإذا جرى للشيء ذكر يجوز أن يقول السامع هذا كما قلت وذلك كما قلت وتقول أنفقت ثلاثة وثلاثة فهذا ستة أو فذلك ستة وإنما تقول هذا لقربه بالإخبار عنه وتقول ذلك لكونه ماضيا وقيل إن الله وعد نبيه أن ينزل عليه كتابا لا يمحوه الماء ولا يخلق على كثرة الرد فلما أنزل القرآن قال هذا القرآن ذلك الكتاب الذي وعدتك عن الفراء وأبي علي الجبائي وقيل معناه هذا القرآن ذلك الكتاب الذي وعدتك به في الكتب السالفة عن المبرد ومن قال إن المراد بالكتاب التوراة والإنجيل فقوله فاسد لأنه وصف الكتاب بأنه لا ريب فيه وأنه هدى ووصف ما في أيدي اليهود والنصارى بأنه محرف بقوله يحرفون الكلم عن مواضعه ومعنى قوله «لا ريب فيه» أي أنه بيان وهدى وحق ومعجز فمن هاهنا استحق الوصف بأنه لا شك فيه لا على جهة الإخبار بنفي شك الشاكين وقيل أنه على الحذف كأنه قال لا سبب شك فيه لأن الأسباب التي توجب الشك في الكلام هي التلبيس والتعقيد والتناقض والدعاوي العارية من البرهان وهذه كلها منفية عن كتاب الله تعالى وقيل إن معناه النهي وإن كان لفظه الخبر أيلا ترتابوا أو لا تشكوا فيه كقوله تعالى «فلا رفث ولا فسوق» وأما تخصيص المتقين بأن القرآن هدى لهم وإن كان هدى لجميع الناس فلأنهم هم الذين انتفعوا به واهتدوا بهداه كما قال إنما أنت منذر من يخشاها وإن كان ص منذرا لكل مكلف لأنه إنما انتفع بإنذاره من يخشى نار جهنم على أنه ليس في الإخبار بأنه هدى للمتقين ما يدل على أنه ليس بهدى لغيرهم وبين في آية أخرى أنه هدى للناس .
[فصل في التقوى والمتقي]
روي عن النبي ص أنه قال جماع التقوى في قوله تعالى: @QUR@ إن الله يأمر بالعدل والإحسان الآية
صفحة ١١٨