(1) - وهو أقيس من أسارى ووجه قول من قال «أسارى» أنه شبهة بكسالى وذلك أن الأسير لما كان محبوسا عن كثير من تصرفه للأسر كما أن الكسلان محتبس عن ذلك لعادته السيئة شبه به فأجرى عليه هذا الجمع كما قيل مرضى وموتى وهلكى لما كانوا مبتلين بهذه الأشياء المصابين بها فأشبه في المعنى فعيلا بمعنى مفعول فأجري عليه في الجمع اللفظ الذي لفعيل بمعنى مفعول وكما شبه أسارى بكسالى شبه كسلى بأسرى ومن قرأ «تفادوهم» فلأن لكل واحد من الفريقين فعلا فمن الآسر دفع الأسير ومن المأسور منهم دفع فدائه فوجه تفادوهم على هذا ظاهر ومن قرأ تفدوهم فالمعنى فيه مثل المعنى في «تفادوهم» وهذا الفعل يتعدى إلى مفعولين إلى الأول بنفسه وإلى الثاني بالجار كقوله «وفديناه بذبح عظيم» وقول الشاعر:
يودون لو يفدونني بنفوسهم # ومثنى الأواقي والقيان النواهد
وقال الأعشى في فادي:
عند ذي تاج إذا قيل له # فاد بالمال تراخى ومرح
المفعول الأول محذوف والتقدير فاد الأسرى بالمال وفي الآية المفعول الثاني الذي يصل إليه الفعل بالحرف محذوف.
اللغة
تظاهرون تعاونون والظهير المعين وقوله والملائكة بعد ذلك ظهير التقدير فيه الجمع واللفظ على الإفراد ومثله قول رؤبة :
(دعها فما النحوي من صديقها)
أي من أصدقائها وظاهر بين درعين لبس إحداهما فوق الأخرى والإثم الفعل القبيح الذي يستحق بها اللوم ونظيره الوزر وقال قوم معنى الإثم هو ما تنفر منه النفس ولم يطمئن إليه القلب ومنه قول النبي ص لنواس بن سمعان حين سأله عن البر والإثم فقال البر ما اطمأنت إليه نفسك والإثم ما حك في صدرك والعدوان الإفراط في الظلم يقال عدا فلان في ظلمه عدوا وعدوا وعدوانا وعداء وقيل العدوان مجاوزة الحد والأسر الأخذ بالقهر وأصله الشد والحبس وأسره إذا شده وقال أبو عمرو بن العلاء الأسارى الذين هم في الوثاق والأسرى الذين هم في اليد وإن لم يكونوا في الوثاق والخزي السوء والذل يقال خزي الرجل خزيا ويقال في الحياء خزي خزاية .
الإعراب
قوله «ثم أنتم هؤلاء» فيه ثلاثة أقوال (أحدها) أن أنتم مبتدأ وهؤلاء منادى مفرد تقديره يا هؤلاء وتقتلون خبر المبتدأ (وثانيها) أن هؤلاء تأكيد لأنتم (وثالثها) أنه بمعنى الذين وتقتلون صلة له أي أنتم الذين تقتلون أنفسكم فعلى هذا يكون تقتلون لا
صفحة ٣٠٢