(1) - أن من أسلم بعد نفاقه وعناده كان ثوابه أنقص وأجره أقل فأخبر الله بهذه الآية أنهم سواء في الأجر والثواب وقوله «بالله» أي بتوحيد الله وصفاته وعدله «واليوم الآخر» يعني يوم القيامة والبعث والنشور والجنة والنار «وعمل صالحا» أي عمل ما أمره الله به من الطاعات وإنما لم يذكر ترك المعاصي لأن تركها من الأعمال الصالحة «فلهم أجرهم» أي جزاؤهم وثوابهم «عند ربهم» أي معد لهم عنده وقوله «ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون» مضى تفسيره قبل وقيل معناه لا خوف عليهم فيما قدموا ولا هم يحزنون على ما خلفوا وقيل لا خوف عليهم في العقبي ولا يحزنون على الدنيا وفي هذه الآية دلالة على أن الإيمان هو التصديق والاعتقاد بالقلب لأنه تعالى قال: «من آمن بالله» ثم عطف عليه بقوله «وعمل صالحا» ومن حمل ذلك على التأكيد أو الفضل فقد ترك الظاهر وكل شيء يذكرونه مما عطف على الأول بعد دخوله فيه مثل قوله «فيهما فاكهة ونخل ورمان» وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح فإن جميع ذلك على سبيل المجاز والاتساع ولو خلينا والظاهر لقلنا أنه ليس بداخل في الأول.
اللغة
الميثاق هو مفعال من الوثيقة أما بيمين وأما بعهد أو غير ذلك من الوثائق والطور الجبل في اللغة قال العجاج :
داني جناحيه من الطور فمر # تقضي البازي إذ البازي كسر
وقيل أنه اسم جبل بعينه ناجى الله عليه موسى ع عن ابن عباس والقوة القدرة وهي عرض يصير به الحي قادرا وكل جسم قادر بقدرة لا يصح منه فعل الجسم والأخذ ضد الإعطاء وأصل خذ أؤخذ وكذا كل أصله أؤكل وإنما لزم الحذف فيها تخفيفا لكثرة الاستعمال وكذلك مر وقد جاء فيه أومر على الأصل .
الإعراب
«خذوا ما آتيناكم» محله نصب على تقدير وقلنا لكم خذوا كما تقول أوجبت عليه قم أي أوجبت عليه فقلت قم قال الفراء أخذ الميثاق قول ولا حاجة بالكلام
صفحة ٢٦١