إن حذاق المنجمين كانوا إذا وقفوا على أقوى كوكب في مسألة سائل من الغلبة على الطالع وقبوله التدبير من المواضع الأثيرة في مسألة لم يقنعهم ذلك حتى ينظروا هل لذلك الكوكب فيما عدده بطلميوس حصة فإن وجدوها كمل له التقدم على غيره وكان المتكلم عليه واثقا بصدق قضيته وصحة قوله وإن << كان >> خلوا منها قصر عن الاستحقاق بمقدار ما غادر من ذلك وجعل لأرباب هذه شركة معه ولم يفرده لاستدلال.
ورأيت صلح بن الوليد يجعل دليل كل مسألة يسأل عنها صاحب الاجتماع الذي هو فيه أو الاستقبال إذا كان له حظ في الطالع ويشرك بينه وبين دليل المسألة فإن وجده في وتد لم يشرك معه أحدا وكان كثير الصواب في الأحكام.
<66> كلمة سح
قال بطلميوس لا تقطع بالتسيير وحده دون نفاد عطايا الأدلة واستدل على صحة التسيير بما انتهى إليه المولد ¶
التفسير
يريد أن تسيير درجة الطالع في المولد لكل درجة سنة إذا انتهى إلى نحس فليس من الصواب إن تفرد بالدلالة على موت المولود في ذلك الحين دون أن يسير الهيلاج والمستولي عليه فإن وافق انتهاء التسييرات نفاد العطية من السنين لم يكن في موته ريب وإلا لم يقطع به صريمه.
صفحة ٦٩