EDITOR|
[ Abū Jaʿfar Aḥmad ibn Yūsuf ibn al-Dāya,
transcribed by [ Emanuele Rovati ](/team/47)
How to cite this transcription?
Emanuele Rovati, ‘Abū Jaʿfar Aḥmad ibn Yūsuf ibn al-Dāya, Tafsīr Kitāb al-Thamara , transcribed from MS Tehran, Kitābkhāna wa-mūza-yi millī-yi Malik, 5924’, * Ptolemaeus Arabus et Latinus * ,
Witnesses
Where the main witness (T) is unintelligible, grammatically ambiguous, or omits a segment, the following manuscripts and edition have been consulted:
* T 1 : Tehran, Kitābkhāna-yi Millī, Ar 392 (a direct copy of T);
* E: Escorial, RBMSL, árabe 1829 (without the commentary);
* M: Martorello’s edition in Franco Martorello and Giuseppe Bezza, Aḥmad ibn Yūsuf ibn al-Dāya. Commento al Centiloquio Tolemaico , Milano / Udine: Mimesis, 2013, pp. 46-235. *M* does not use T, T 1 or E and mostly accepts the readings of a different branch of the tradition (Milan, Biblioteca Ambrosiana, A 29 and C 86).
In the chapter headings, T’s scribe numbered each of the three parts of aphorism 1 as an independent aphorism. Thus, the actual aphorism 2 was numbered as 4, 3 as 5, and so on. While this shifted numbering has been kept in the transcription, a correct one has been supplemented in Arabic-European numerals, which is referred to in the table of content.
Many thanks are due to Pouyan Rezvani for his help in deciphering some particularly difficult passages.
Symbols and abbreviations
Spelling guidelines established by the project Ptolemaeus Arabus et Latinus have been followed throughout. The orthography of *hamza* has been normalised also in the following and analogous cases: مسألة for مسئلة ; رئاسة for رياسة ; أبطأ for أبطى and أبطي . Moreover, T tends to simplify clusters of similar letters; they have been restored to their full form when the context allows for a secure correction, e.g. ىسير read as تسيير rather than يسير; or ٮىں read as تبين rather than بين. Textual dividers found in T have been kept and full stops added whenever a paragraph mark is missing. Blank spaces signalling a strong syntactical break have been retained and a full stop supplemented before them.
<مقدمة>
بسم الله الرمن الرحيم
الحمد لله حمد الشاكرين والصلوة والسلام على محمد وآله الطاهرين وبعد
فهذا كتاب ثمرة بطلميوس الحكيم من تمام الكتب الأربعة التي ألفها في الأحكام لسورس تلميذه قال بطلميوس قد قدمنا لك يا سورس كتبا فيما يؤثر الكواكب في عالم التركيب كثير المنفعة في تقدمة المعرفة وهذا الكتاب ما اشتملت عليه تلك الكتب وما خلص عن التجربة منها وليس يصل إلى معرفته من لم يمعن النظر فيما قدمناه قبله وفي علوم أخر من علوم الرياضية فكن به سعيدا.
<1.1> كلمة ا
قال بطلميوس علم النجوم منك ومنها.
التفسير (¬1)
<قال أحمد بن يوسف المصري المنجم مفسر الكتاب الثمرة أطال الله بقائك في أكرم نعمة وأفضل منحة وأسبغ كرامة وقرن سعيك بإرشاده وصوابك بتوفيقه قد حضرني بالأمس أيدك الله من سوء الخوض في كتاب الثمرة وقبح التأويل لمعانيه ما زادني حرصا على إسعافك بتفسيره ليكون عصمة لمؤثر به عن مجاهدة من أراد تعديه إلى مقدار ما حصل له من المعرفة ومبينا عن موقع هذا الكتاب من علم أحكام النجوم وهذا حين ابتدائه وبالله عز وجل التوفيق.>
صفحة ١
<قال المفسر مراد الحكيم في منك ومنها أن لتقدمة المعرفة بالنجوم طريقين أحدهما استقراء الكواكب والأشخاص المتأثرة بها والآثار الواقعة لها والوقوف على ما حصله المتقدمون من الأدلة عليها واستخلصوه من التجارب فيها إضافة (¬2) ما لحقه المتأمل في زمانه إليه وهذا قوله منها والطريق الأخرى هو ما يقع في القوة الفكرية عند تأمل الأحوال من تقدمة المعرفة بالأشياء الكائنة فإن جماعة من الناس يخبرون بذلك من غير دليل يجدونه على محرك ولا متحرك ولا حركة وإنما هو شيء ينبعث في روعهن وقد رأينا جماعة منهم في اختلاف متبائنة والفلاسفة يسمي هذا الجزء إذا خلص الجزء> الإلهي فيكون معنى ما ذهب إليه بطلميوس من أن تقدمة المعرفة بالأحداث الكائنة تحت فلك القمر إنما يصل إليها فريق من الناس بتعلم ما سلف من تجارب من قبلهم لأفعال الكواكب ووجدوه منها في زمانهم وقاسوه عليها بأفكارهم.
ويصل إليه فريق آخر بحس يجدونه في أنفسهم أو بتصور يقع لهم لا يعلمون علته وإذا اجتمع في الرجل هاتان الخلتان كان مبرزا في هذه الصناعة متقدما بها وإن لم يجتمعا كان تقصيره فيها بمقدار ما تحونه منهما ¶
ثم رجع بطلميوس إلى مستعرضي آثار الكواكب وهم الفريق الأول فسماهم العلماء بهذه الصناعة.
<1.2> كلمة ب
صفحة ٢
قال بطلميوس وليس للعالم أن ينبئ بصورة الفعل الشخصية كما ليس للحاس أن يقبل صورة المحسوس الشخصية لكنه يقبل صورة موافقة لها في الجنس وهذه حال من قضى على العنصر وكيفيته وإنه لا يستطيع أن يدل على الصورة التي في الفاعل واليقين مع هذه الصورة فأما الحدس فهو من جهة العنصر والقابل فيكون أخذ صور الحكم في هذه الصناعة وغيرها مما يجري مجراها فإنما يكون بين اليقين والحدس فيما عاب عنه (¬3) استقراء الطباع وخدمة التأثير.
التفسير
صفحة ٣
صورة الفعل الشخصية هو الأثر الذي قبله المنفعل في هذا العالم من الكواكب كان ذلك من الكون والفساد أو الزيادة والنقصان أو الاستحالة والحركة المكانية (¬4) وسائر أنواع التغيير فإن الذي يظهر منها في المنفعل يسمى أيضا صورة الفعل ويسمى أيضا صورة التغيير فأما الصور التي توافقها في الجنس فهي الصور التي تنفعل عنها في جنسها مثل اتفاق صورتين في الحرارة والبرودة والاستقامة والاعوجاج فإنهما يدعيان باسم ما اجتمعا تحته وإن كانتا مختلفتين (¬5) بمقاديرهما وطريق الاستعراض (¬6) هي طريق يلتزم بها جملة الأجزاء ما اشترك فيها أوحادها وإنما يصح إذا وجدت جماعة أوحاد الشيء وإن تأخر منها شيء لم يحدث عنها برهان والحدس طلب حقيقة الشيء بغير مقدمات البرهان عليه فيكون معنى هذا الفصل .
ولما كان هذا العلم مبنيا على الإحساس والتجارب والعنصر الذي يظهر فيه هذا الفعل جوهر سيال كثير التغيير سريع التنقل كان الوصول إلى معرفة ما يظهر منه إنما هو من طريق الاستقراء والقضاء عليه من جهة الحدس للأشياء الطبيعية وإن لم يكن للعالم به والمعاني له أن ينبئ (¬7) بالصورة التي يظهر بعينها وهي صورة اليقين التي يكون بها الفاعل فاعلا والمنفعل منفعلا وهذا موجود في نفس الحدس الذي هو مبدأ هذه العلوم بأسرها فإنا إنما نستدل على الشيء من المحسوسات بصورة في نوعه وننعتها بالنوع الجامع للصورتين لأنا نجد النار (¬8) بصورة من الحرارة هي دون حرارة النار ولو كانت النار لا تحس إلا مع قبول الحاس صورتها لما أحسها أحد إلا أحرقته قبل (¬9) ذلك وكذلك ما جرى هذا المجرى.
<1.3> كلمة ج
صفحة ٤
قال بطلميوس فأما الذين يجدون تقدمة المعرفة من الجزء الأفضل فيهم فإنهم يقربون من صورة اليقين بما فيهم من القوة الإلاهية وإن لم يكن معهم من علم الموضوع كبير شيء.
التفسير
إن بطلميوس يريد بالذين يجدون تقدمة المعرفة من الجزء الأفضل فيهم من تقدم ذكرنا له في أحد طريقي علم القضاء والجزء الأفضل فينا هو الذي سمينا به ناطقين وسماه الفلاسفة الجزء الإلهي وأجمعوا على أن تقدمة المعرفة بالأشياء الكائنة موجودة فيه وأن التباس قوة الغضب والشهوة والحركة << الطبيعية >> به وجذبها إياه إلى خدمة هذا العالم وما يجري عليه أمر الشخص الذي هو فيه من الارتياض بالأعمال هو المانع له من الأخبار بما هو كائن لأن هذه القوى تشغله بالحاضر عن المستقبل وإذا انفرد هذا الجزء عن ملابسة هذه القوى ولم يتشاغل بالأعمال المستغرقة لوكده كان خليقا بالأنذار بما يأتي من الأحداث واستدلوا على ذلك بظهور ما يظهر منه في جماعة من النساك والرهبان وذوي البطالة من الخراصين والمزكنين والزراقين.
صفحة ٥
وذكروا أن علة إخبار كثير من المصروعين بما يكون إنما هو لانفراد هذا الجزء فيهم عن سائر القوى التي تستخدمه في الأشياء (¬10) الحاضرة وأن علة الرؤيا في المنام هذا الانفراد أيضا. ولهم في هذا أدلة تفضل على ما أثرنا بتبيينه في هذا الموضع وليست طرق من عددناه إلى الإخبار بما هو كائن واحدة لكنه يصل إليه قوم بحس يجدونه في أنفسهم وآخرون بأدلة ضعيفة في السائلين لهم وآخرون بسانح في وقت المسألة يكتفون به وقوم آخر << ون >> بيسير مما علموه من هذه الصناعة كما قال بطلميوس في آخر هذا الفصل.
<2> كلمة د
قال بطلميوس إذا طلب المختار الأفضل فليس بينه وبين المطبوع فرق.
التفسير
قد ظن قوم أن بطلميوس يريد بهذا القول الاختيار الذي يرتصده المنجمون لما يؤثر من ابتداءات الأعمال وليس هو كذلك وإنما أراد به شك من توهم أن الفلك غير حي.
صفحة ٦
ومعنى هذه الكلمة أن مما يشكل في أن الفلك حي ناطق وتوهم أنه كأحد العناصر ما يرى من تحريكه دائما من المشرق إلى المغرب ولزوم كل واحد من كواكبه وأفلاكها طريقة واحدة لا يتعداها والحي يسلك في نواحي مختلفة وإنما ذلك لأن قوته على ما اشتمل عليه من أمر الكل أزيد من قوة الأشخاص على ما يعانيه وعمله فيها الأفضل وصورة الأفضل فيمن ملك اختياره صورة واحدة لا اختلاف فيها فيرى كالمطبوع الذي يلزم طريقا واحدة.
<3> كلمة ه
قال بطلميوس المطبوع في الشيء هو الذي يوجد دليل ذلك الشيء قويا في مولده.
التفسير
قد أخبرنا بطلميوس في كلمة ستة وثمانين أن الكواكب تقوم الأخلاق والقوى والأفعال مقام الأركان الأجساد.
وإذا كان الأمر على هذا فإن الكوكب إذا كان قويا في مولد ما ظهرت أفعاله في صاحب ذلك المولد ونسب إلى جودة الطبع وصرعة التخيل لما يدل عليه ذلك الكوكب.
صفحة ٧
وقوة الكوكب أن يكون في حظه وحيزه ووتد من الأوتاد الموافقة له وعلى شكل محمود من الشمس مثل تشريق ما فوقها من الكواكب والتغريب المحمود لما دونها وغير ذلك مما يكون لها.
<4> كلمة و
قال بطلميوس النفس المطبوعة تحكم على ثواني النجوم ويكون إصابتها فيها أكثر من إصابة كثير في الحكم على النجوم أنفسها.
التفسير
قد بين بما سلف كيف تكون (¬11) النفس مطبوعة وثواني النجوم هي أحداثها التي تكون دون فلك القمر مثل النيازك والكواكب ذوات الأذناب والهالة التي تكون حول القمر والكدورة الموجودة في الشمس والقمر وجميع ما يحدث في الجو فإن لكل واحد منها دلالة قد ذكرها أراطس وغيره وإن كانت دون دلالة الكواكب عليها .
صفحة ٨
فقال إن النفس المطبوعة إذا تعلقت بشيء من هذه الثواني بلغت في تقدمة المعرفة أكثر مما تبلغه من قصر طبعه وكثر علمه وهذا موجود في كل صناعة إذا كان المتكلم عليها مطبوعا فيها فإن اليسير من الاستدلال يبعث قوة طبعه على أظهار الكثير منها.
<5> كلمة ز
قال بطلميوس قد يقدر المنجم على دفع كثير من أفعال النجوم إذا كان عالما بطبيعة ما تؤثر فيه وواطأ الفعل قبل وقوعه قابلا يحتمله.
التفسير
لما كان الفعل الواحد يختلف باختلاف القابلين له ولا يكون في جميعهم على حال واحدة وكنا نقدر على نقل القابل إلى الزيادة مما هو عليه والنقصان عنه بالتدبير وجب أن يكون العالم بالنجوم إذا خاف حادثا يحدث بعد مدة على قابل ما ونقله إلى ضد ما يخاف وقوعه به فورد (¬12) ذلك المخوف عليه وهو مستعد له فلم يبلغ ما كان يتخوف عليه قبل الاستعداد.
صفحة ٩
ومثال ذلك أنا رأينا مزاج شخص من الأشخاص معتدلا في بعض الأوقات وعلمنا من مولده أو بعض أدلة النجوم عليه تعلق علة مريخية به ننقل مزاجه من الاعتدال إلى حال تغيره فأزلنا عنه ذلك المزاج المعتدل قبل تأثيره بالمريخ إلى البرودة بمقدار ما ظننا أن المريخ ينقله عن الاعتدال إلى فرط الحرارة فوقع فعل المريخ به وقد تقدم الاعتداد له فكان أكبر ما بلغه إن رده إلى الاعتدال وعلى هذا نفعل بقابل غير المريخ إذا علم المنجم طبعه وما يجري عليه أمره فيما أمكن ذلك فيه.
<6> كلمة ح
قال بطلميوس إنما ينتفع بالاختيار إذا كانت (¬13) قوة الوقت زائدة على فضل ما بين القوامين فأما إذا كانت مقصرة عنه فليس يظهر أثر الاختيار وإن كان ما استعمل منه مؤديا إلى صلاح.
التفسير
صفحة ١٠
إن أدلة المولود وقوة الاختيار إذا اتفقت في صلاح الحال زادت في منفعة المولد وإن اختلفت تغالبت وظهرت صورة أقواها فيه لأن المولد شبيه ببنية الجسد والاختيار كالشيء النافع لها الطارئ عليها من الأغذية والأدوية فكما أن هذا الطارئ إذا ألقى البنية الصحيحة حفظ عليها صحتها وإن ألقاها غير صحيحة وغلبها رد عليها اعتدالها وإن غلبته لم يظهر أثره فيها وإن كان قد كسر من مرضها فكذلك يقع في المولد والاختيار لأنه إن كانت أدلة المولود في وقت الاختيار محمودة (¬14) زاد في سعادتها وإن كانت منحوسة وغلبها انتفع بالاختيار وإن غلبته لم يظهر أثره وإن كان يكسر كثيرا من المناحس.
والقوام هو المادة التي تلحقها في الاختيار الصلاح والفساد مثل بنية الجسد وأحد الجيشين والخصمين.
وقد أرانا بطلميوس في هذا الفصل (¬15) ما ذهب على كثير من المنجمين لأنه نبهنا على تأمل ما بين الجيشين وهما القوامان ويعرف فضل أحدهما على الآخر في [ العدة و ] العدة (¬16) والنجدة إذا آثرنا أن نختار لأحدهما وما عليه قوة دليل الجيش الآخر إما من تأمل السابع والمستولي عليه وإما من جهة ابتداء مسيره فإن كانت قوة الاختيار أزيد من قوة دليل الجيش الآخر وكانت نسبة قوام من له الاختيار إلى قوام الآخر كنسبة قوة الاختيار إلى القوة الأخرى لم يشك في غلبة صاحب الاختيار الآخر فلا يزال يحكم بغلبة المختار له حتى تكون نسبة قوة الاختيار إلى القوة الأخرى كنسبة قوام القوة الأخرى إلى قوام قوة الاختيار فإنه إذا كان ذلك تكافآ الجيشان وتقاوما.
صفحة ١١
وما زاد على مثل هذا أن تكون نسبة قوة الاختيار إلى القوة الأخرى أقل من نسبة قوام القوة الأخرى إلى قوام الاختيار فالجيش الآخر يهزم الجيش المختار له فقد بين بما تقدم كيف يمنع المولد وتفاضل القوامات ظهور أفعال كثيرة من الاختيارات.
<7> كلمة ط
قال بطلميوس ليس يصل إلى الحكم على تمزيج الكواكب إلا عالم بالأخلاق والامتزاج الطبيعي.
التفسير
صفحة ١٢
تمزيج الكواكب هو ما توجبه طبائعها إذا أجتمعت وتناظرت وحدث من ذلك الاجتماع والتناظر في الأخلاق والصناعات والأحوال وقد أرانا بطلميوس جملا منه في الكتاب الثالث من كتاب الأربعة في قضاء النجوم عند ذكره ما يغلب على المولود من الأخلاق بمزجه ما توجبه الكواكب بمشاكلتها ويحتاج المنجم أن يرتاض له بقوى النفس الثلاثة وما يتولد عنها من أنواع الفضائل والرذائل مثل العدل والجور والسخاء والبخل والصدق والكذب والأمانة والخيانة والزهو والتواضع فإذا أحكمه نظر إلى الكواكب التي تدل على قوى النفس والصناعات وهي لها كالأصول والينابيع فحكم على ما يوجبه اجتماعها وتناظرها والمخرج بهذا (¬17) أفضل أجزاء صناعة الأحكام.
<8> كلمة ي
قال بطلميوس النفس الحكيمة تعين الفعل الفلكي كما يعين الزراع القوى الطبيعية بالحرث والتنقية.
التفسير
يريد بالنفس الحكيمة النفس العالمة بالقوى الفلكية وتصريفها للأشخاص الطبيعية وأن هذه النفس إذا وقفت على أن سعادة تلحق شخصا من الأشخاص حركت ذلك الشخص إلى حسن الاستعداد لتلك السعادة فتوفرت عليه وظهرت فيه وقد أبنا (¬18) في تفسير الكلمة الخامسة من هذا بما يكتفي به في هذا الموضع.
<9> كلمة يا
قال بطلميوس الصور التي في عالم التركيب مطيعة للصور [[ ألتي ]] الفلكية ولهذا رسمها أصحاب الطلسمات عند حلول الكواكب فيها لما أرادوا عمله.
صفحة ١٣
التفسير
إن هذه الكلمة قد اشتملت على سر من الأسرار التي لأصحاب الطلسمات عظيم والصور التي ذكرها في عالم التركيب هي أنواع الحيوان والنبات والذي يريده أن كل نوع من هذه تحت الصورة الفلكية التي تشبه صورة الشخص من أشخاص ذلك النوع التخطيطية (¬19) مثل أن تكون العقارب مطيعة للعقرب في الفلك والحيات مطيعة لصورة الشجاع في الفلك وكان أصحاب الطلسمات يرتصدون حلول الكواكب في هذه الصور الفلكية وطلوعها من الشرق فيرسمون في ذلك الوقت صورها في أحجار وجواهر معدنية ويضيفون إليها أشياء مشاكلة لتلك الأنواع التي أرادوا إصلاحها أو مخالفة لها إذا أرادوا إفسادها وطردها عن جوزتهم فيظهر ما يجمعونه من ذلك أثرا يقيم زمانا طويلا.
صفحة ١٤
وقد (¬20) كان مر علينا في صدر أيام خمارويه بن أحمد بن طولون مستأمن من بلد الروم فأسلم وقطن مصر وكان حسن المعرفة بهندسية الآلات المتحركة من ذاتها وجواهر الأحجار والعقاقير فاتفق أن كنت عنده يوما فسمعنا صرخة من جانب الدار فسأل عنها فقيل له غلام لدغته عقرب فاستحضر خرقة فيها طوابع يغلب على رائحتها الكندر فبعث إليه منها طابعا وأمر أن يسحق ويسقي جملته فتسكن صاحبه وزالت علته عند شربه إياه وتأملت الطوابع فوجدت على كل واحد منها مثال عقرب فسألته عما طبع به الطوابع فأخرج إلي خاتما من ذهب وفصه بازهر عليه صورة العقرب فسأبته عن سر الخاتم وكيف يعمل فذكر أنه ينقش والقمر في العقرب والعقرب وتد من أوتاد الطالع ويطبع كندر ممضوغ به والقمر في العقرب فعملته وأقمت أختم للملدوغين وأغير ما أختمه عليه خوفا من أن يكون العمل لخاصة الكندر فينفع جميعهم ويسكن أوجاعهم وهذا يؤكد ما ذكره بطلميوس في هذا الكلمة.
<10> كلمة يب
قال بطلميوس استخدم النحوس في الاختيارات واستعملها في المواضع التي يليق فيها كما يستعمل الطبيب الحاذق من السمومات في الدواء بالمقدار الكافي.
التفسير
صفحة ١٥
إن جهال (¬21) المنجمين يجعلون الأدلة في كل اختيار لهم سعودا ويقوونها ويسقطون النحوس ويضعفونها ولا ينظرون إلى طبع صاحب الاختيار والنوع الذي يلتمس الاختيار له فيجنون عظيم الضرر على كثير ممن قدروا نفعه. وذو الفضل في المعرفة إنما ينظر في الاختيار أولا إلى طبع المختار والأمر الذي يؤثر الاختيار له فإن << كان >> محصل المولد استغنى بذلك وقوى أدلة هذين البابين منه سعودا كن (¬22) أم نحوسا وإن كان غير محصل المولد نظر إلى ما يغلب على طبعه وفعله والأمر الذي يؤثر الاختيار له فقوى الكواكب المشاكلة له في ذلك الاختيار سعودا كن أم نحوسا ولهذا نبهنا بطلميوس على استخدام النحوس في الاختيارات لأن بها تم ما يقودنا إليه الضرورة في بعض الأوقات من إيقاع الحيلة والتكذب فيما يضر الصدق فيه وبسط اليد بالعقوبة وما شاكلها فشبه النحوس بالعقاقير الحادة التي يجري مجرى السموم فكما أن حذاق الأطباء يستعمل هذه العقاقير على حدتها في بعض الأبدان وقوة غوصها في تنقية الأعضاء كذلك المنجم الحاذق يستخرج (¬23) قوى النحوس لما عددنا ذكره بمقدار طاقته وأعلمنا بطلميوس أن المستخدم لها يحتاج إلى استعمال التحرز منها وإعطاء ما أعطي (¬24) منها بالمقدار الكافي.
<11> كلمة يج
قال بطلميوس لا تستعمل الاختيار إلا بعد تصحح الرأي في طبيعة الأمر المختار وتعرف ما تبلغه قوة الإرادة منه لتناسب بين القوة الفلكية والقوامات فكذلك ينبغي أن يتكلم (¬25) على ما قدمت القضاء عليه ولا تصرف فكرك إلى الطبيعة الفلكية وحدها فتكون (¬26) كمن يقرأ كتابا لا يعرف لسان أهله وليس يوثق بما جرى هذا المجرى.
التفسير
صفحة ١٧
يريد (¬27) بهذا أن الواجب على من خدم أحكام التنجيم أن يكون عنده من تجربته والتجارب السالفة مثل يرى بها مقدار السعادة والنحوسة فتقارب به هيئة الصورة المنتظرة ولا يقتصر على الاختيار بجنسها فيقول إذا رأى سعادة إن السائل يؤول أمره إلى صلاح وإن رأى نحوسة إن أمره يؤول إلى مكروه فيكون سبيله سبيل من يقرأ كتابا على من استقرأه إياه وليس يعلم القارئ منه إلا وقف مخارج حروفه (¬28) . ولكن ينبغي له أن يحدد المقدار حتى يقول يتهيأ له قريب مما تهيأ لفلان ويأتي بصورة من صور المثل التي احتج بها.
<12> كلمة يد
قال بطلميوس المحبة والبغضة (¬29) يعدلان بالفكر عن الإصابة وظهور النفس يصغر العظيم واحتقارها (¬30) يعظم الصغير والصواب فيما بين ذلك.
التفسير
إن الفلاسفة ترى المحبة والبغضة سقمين للنفس يمنعانها من حسن الاستبراء للشيء فيغتفر بالمحبة كثيرا مما يجب (¬31) الاستقصاء فيه ويتسع بالبغضة ما لا يخرج دائما إلى الفعل من سوء التأول.
صفحة ١٨
ولهذا كان ملوك اليونانيين يحظرون على الأطباء والمنجمين الصداقات لتصح قضاياهم بارتفاع المراقبة لئلا يعدل بهم صورة الأثرة والمكانة عن صورة الحقيقة فأما ظهور النفس على الجسد فهو دليل على وقدة الطبع وفرط الجرأة ومن كان بهذه الأحوال صغر عنده العظيم فلم يتبعه ويخطأه بمخاطرته واحتقار (¬32) النفس يدل على ضعف النفس والتلوم على الصغير حتى يشغله صغير مراعاته عن الكبير والمحمود لجملة العلم ما توسط بين هذين الطبعين.
<13> كلمة يه (¬33)
قال بطلميوس إذا وعدت القوة الفلكية شيئا بشيء فاستشهد عليها بثواني النجوم.
التفسير
يريد بثواني النجوم الآثار التي وقعت في هذا العالم للنجوم وأن معاني قضاء النجوم يحتاج إلى تبين (¬34) ما توجبه هذه الثواني في المستقبل فيؤكد ما تنذر به النجوم والمثال في ذلك كان النجوم دلتنا في شتاء من شتوات على أن ربيع تلك السنة كثير العلل فنظرنا في تلك الشتوة فكانت ذات أمطار متتابعة وأعراض يستدل بها الأطباء على فساد ذلك الربيع فتطابقت دلالة الفاعل والمنفعل وكان ذلك أقوى لثقة المنذر بما أنذر به.
<14> كلمة يو
قال بطلميوس ما أكثر ما يكون خطاء المنجم إذا كان السابع وصاحبه منحوسين.
التفسير
صفحة ١٩
لما كان الطالع وصاحبه دليلين على السائل كان السابع وصاحبه دليلين على حال المسؤول عنه فإذا نحسا دل على مكروه يلحقه فيما سئل عنه وهو أولي الأشياء بما يتهيأ عليه خطاء فيما سأل عنه ومنجمو الهند إذا نحس السابع وصاحبه في مسألة امتنعوا من الكلام عليها توقيا الزلل.
<15> كلمة يز
قال بطلميوس طوالع أعداء الدولة هي البروج السواقط من طوالعها وطوالع المتمكنين منها أوتادها وطوالع المتصرفين فيها ما يلي الأوتاد. وطوالع المدن فيما كان منها عند بنائها دل على ما يحدث فيها وما كان منها عند تسلم (¬35) ملك إياها دلت على ما يحدث في دولته بها وكذلك إذا كانت لظهور دين دلت على ما يحدث في ذلك الدين بتلك المدينة.
التفسير
صفحة ٢٠
البروج السواقط هي التي لا يكون واحد منها وتدا من بعد الوتد وهي أربعة الثاني عشر والثالث والسادس والتاسع والمتعالم عند المنجمين أن من وافق طالع مولده أو وتد من أوتاده طالع مبتدئ دولة أو وتد من أوتادها وكان المولد مؤذنا برئاسة فإن رئاسته تكون في تلك الدولة وتكون له حظوة بها دون غيرها.
وكان الملوك قديما ينظرون في مواليد من في مملكتهم فمن وجد له مولد خليق برئاسة وكان طالعه بيت الأعداء أو السادس أو التاسع أو الثالث قتلته طفلا لأن تلك الرئاسة تكون على ذلك الملك فأما من كان طالعه أو وتد من أوتاده يوافق ما يلي وتدا من أوتاد دولة وكان متهيأ للرئاسة فهو يكون منبسط اليد بها يجري مجرى المتصرفين فيها وطالع بناء المدينة وهو البروج التي وضع أساس ما ابتدأ به منها عند طلوعه فهو يدل على ما يلحق أهلها من نقمة أو محنة فأما عند تسلم (¬36) ملك فهو يدل على قوة سلطان ذلك الملك وولده وضعفهم ما أقاموا بها فأما طالع الدين فهو الطالع الذي يغلب فيه دين على دين تلك المدينة ويجوزها أهلها فإنه يدل على بقائه فيها وما يجري عليه أمره بها إلى انقضائه.
<16> كلمة يح
صفحة ٢١