قال جالينوس: الأمر في أن البطن كله ينبغي أن يكون سليما من كل حال خارجة عن الطبيعة بين واضح. وقد قال ذلك (1082) أبقراط في كتاب تقدمة المعرفة حين قال إن (1083) أجود ما يكون ما دون الشراسيف إذا لم يكن (1084) فيه وجع وكان لينا مستويا. PageVW6P040B وقد تكون هذه المواضع أرق وأهزل وتكون أسمن وأثخن فجعل كلامه في هذا الموضع في هذه الحالات منها فقال إنه متى كانت تلك المواضع أثخن فالحال أجود ومتى كانت أهزل فالحال أردأ. وذلك أنها علامة رديئة وسبب رديء. أما علامة رديئة فلا بها تدل على ضعف من تلك الأعضاء التي نهكت وذابت. وأما PageVW0P137A سبب رديء فلأن استمراء الطعام في المعدة وتولد الدم في الكبد لا يكونان عند (1085) هذه الحال على ما ينبغي، لأن هذين العضوين جميعا ينتفعان بثخن ما يغشيهما وسميه لتسخينه لهما. فبحسب ما ينالهما منه (1086) من الانتفاع إذا كان صحيحا يجب أن يكون ما ينالهما من الضرر (1087) بسببه إذا نهك وذاب. وبين أن الإسهال (1088) مع رقة تلك الأعضاء وهزالها خطر. وذلك أنه ينبغي أن يكون جميع ما دون الصدر (1089) من الأعضاء قوي في حسن المعاونة على الإسهال. وإن لم تكن تلك الأعضاء قوية عرضت لها أصناف من الضرر عظيمة. وقد ينبغي أن ينظر (1090) لم ذكر الإسهال دون القيء. فإن القيء أيضا وحال تلك الأعضاء في هذه الحال خطر. فإقول إنه ترك (1091) القيء لأن أمره أبين وذكر الإسهال لأن أمره أخفى. وأما اسم (1092) الثنة (1093) فيخص به (1094) أسفل البطن وهي ما بين الفرج والسرة، حتى تكون أقسام البطن كله ثلاثة وهي المواضع التي فيما (1095) دون الشراسيف وما يلي الشرة والثنة.
36
[aphorism]
صفحة ٥٣٥