الاشارات والتنبيهات
محقق
سليمان دنيا
الناشر
دار المعارف - مصر
رقم الإصدار
الثالثة
ينتج أن الجالس قد لا يكون كاتبا في جميع أوقات جلوسه
وإما إن قلبنا المقدمتين فلا ينتج
أن الكاتب قد لا يكون جالسا في جميع أوقات كتابته على تقدير كون الكتاب جالسين ما داموا كاتبين وخلو الجالسين عن الكتابة في بعض أوقات جلوسهم
فهذا شرح ما في الكتاب في هذا الاختلاط
واعلم أن الشيخ ذهب في هذا البيان مذهب الجمهور
والحق يقتضي أن المختلط من الممكن والمشروط بالوصف ينتج بشرطين
أحدهما وقوع المشروط بالوصف في كبرى القياس كما إذا قلنا
كل إنسان يتحرك بالإمكان
ولا شيء من النائم بمتحرك ما دام نائما
فإنه ينتج لا شيء من الإنسان بنائم بالإمكان
لأن الصغرى تقتضي جواز اتصاف الأصغر بما ينافي الأكبر فيلزم منه جواز خلوه عنه عند الاتصاف بما ينافيه
وكذلك إذا قلنا
لا شيء من الإنسان بساكن بالإمكان
وكل نائم ساكن ما دام نائما
لأن الصغرى تقتضي جواز خلو الأصغر عما يلزم الأكبر فيلزم منه جواز خلوه عنه فإن الملزوم يرتفع عند ارتفاع اللازم
أما إذا وقعت المشروطة بالوصف في الصغرى فإنه لا ينتج
لأنا نقول
كل كاتب يقظان ما دام كاتبا
ولا شيء من الإنسان بيقظان بالإمكان
وكذلك نقول
لا شيء من الكاتب بنائم ما دام كاتبا
وكل إنسان نائم بالإمكان
صفحة ٤١٨