الاشارات والتنبيهات

نصير الدين الطوسي ت. 672 هجري
231

الاشارات والتنبيهات

محقق

سليمان دنيا

الناشر

دار المعارف - مصر

رقم الإصدار

الثالثة

والاستقراء لا يقارنه

ثم إن التجربة قد تكون كليا وذلك عند ما يكون تكرر الوقوع بحيث لا يحتمل معه تجويز اللاوقوع

وقد يكون حكم واحد

مجربا كليا عند شخص

وأكثريا عند آخر

وغير مجرب أصلا عند ثالث

ولا يمكن إثبات المجرب للمنكر الذي لم يتول التجربة

قوله وليس على المنطقي أن يطلب السبب في ذلك بعد أن لا يشك في وجوده إنما ذلك على الفلسفي الناظر في كيفية استناد المسببات إلى أسبابها

فالمجرب عند المنطقي من المبادئ

وعند الفلسفي ليس من المبادئ

قوله وتنضاف إليه أحوال الهيئة فتنعقد التجربة فالمشاهدة إذا تكررت مقرونة بهيئة ما من وقوع في زمان بعينه أو مكان بعينه أو على وجه معين أو مع شيء لا غير فالحكم الكلي إنما يحصل مقيدا بتلك القيود والشرائط فلا يحصل مطلقا عنها البتة

وذلك كمن شاهد أن كل مولود بالزنج فهو أسود فله أن يحكم كذلك وليس له أن يحكم أن كل مولود أينما كان فهو أسود

صفحة ٣٤٧