الاشارات والتنبيهات
محقق
سليمان دنيا
الناشر
دار المعارف - مصر
رقم الإصدار
الثالثة
الفصل الثاني إشارة إلى السلب والإيجاب
1 - ليس من شرط موضوع القضية
أن يكون موجودا في الأعيان فإنا نحكم على موضوعات ليست بموجودة في الأعيان أحكاما إيجابية فضلا عن السلبية كما على أشكال هندسية لم يحكم بوجودها
ولا أن لا يكون موجودا في الأعيان فإنا نحكم أيضا على موضوعات موجودة بحكم كالعالم وما فيه
بل من شرطه أن يكون متمثلا في الذهن مفروضا شيئا ما بالفعل كقولنا الإنسان فإنه ينبغي أن نفرضه في الذهن إنسانا بالفعل فقط
ثم إذا حكمنا عليه بأنه كذا أو ليس كذا فلسنا نريد أن هذا الحكم حاصل في وقت ما معين أو غير معين
أو في جميع الأوقات
ولا أنه حاصل من حيث لا نعتبر فيه توقيتا أصلا حتى لو أردنا أن نوقته لكنا خالفنا مقتضى ذلك الحكم
ولا نريد أيضا أنه حاصل بشرط أو قيد مثلا بشرط كونه إنسانا أو غير ذلك ولو أنه حاصل من حيث لا نعتبر فيه شرطا أصلا حتى لو أردنا أن نقيده بشرط لكنا قد خالفنا مقتضى ذلك الحكم
بل نريد أن الحكم حاصل فقط من حيث يحتمل اقترانه بالتوقيت واللاتوقيت والتقييد
صفحة ٢٢٦