تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي (المتوفى: 488هـ) ت. 488 هجري
248

تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

محقق

الدكتورة

الناشر

مكتبة السنة-القاهرة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٥ - ١٩٩٥

مكان النشر

مصر

عَنهُ وَقَالَ الْأَصْمَعِي كلمت أَبَا يُوسُف القَاضِي بِحَضْرَة الرشيد فِي ذَلِك فَلم يفرق بَين عقلته وعقلت عَنهُ حَتَّى فهمته ذَلِك فاستفاده مني وشكره لي حكى ذَلِك القتيبي وَغَيره والعاقلة جمَاعَة تقسم عَلَيْهِم دِيَة الْمَقْتُول وهم بَنو عَم الْقَاتِل الادنون فَمثل ذَلِك بَطل من رَوَاهُ بِالْبَاء فَهُوَ مَعْرُوف من الْبطلَان وَمن رَوَاهُ يطلّ بِالْيَاءِ فَهُوَ رَاجع فِي الْمَعْنى إِلَى ذَلِك يُقَال طل دم الْقَتِيل يطلّ وأطل وَلَا يُقَال أطل دَمه بِفَتْح الطَّاء وَقَالَ الْكسَائي يُقَال طل الدَّم بِنَفسِهِ إِذا بَطل الْإِنْصَات السُّكُوت للاستماع أنصت ينصت إنصاتا إِذا سكت أَيْضا قَالَ الله تَعَالَى ﴿وأنصتوا﴾ أَي اسْكُتُوا لَهُ سكُوت المستمعين وَيُقَال أنصت لَهُ وأنصته مثل نصحت لَهُ ونصحته قَالَ الله تَعَالَى ﴿وهم لَهُ ناصحون﴾ فجَاء بِاللَّامِ فقد لَغَا وَقد لغوت اللَّغْو الشَّيْء المطرح الْملقى يُقَال ألغيت هَذَا إِذا طرحته وَمن هَذَا الْيَمين الَّتِي يحلفها الْإِنْسَان بسهو أَو غَفلَة على غير نِيَّة وَقد جَاءَ الْقرَان بِالْعَفو عَنْهَا وإلغائها بقوله تَعَالَى ﴿لَا يُؤَاخِذكُم الله بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانكُم﴾ وَمِنْه قَوْله تَعَالَى ﴿لَا يسمعُونَ فِيهَا لَغوا﴾ أَي كلَاما مطرحا كالهذيات وَالْكَلَام الملغي وَأما قَوْله ﴿وَالَّذين هم عَن اللَّغْو معرضون﴾ فيعني كل مَعْصِيّة وَلعب وَمِنْه قَوْله سُبْحَانَهُ ﴿وَإِذا سمعُوا اللَّغْو أَعرضُوا عَنهُ﴾

1 / 280