فأخبر صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعظمهما وجسمهما أنهما داخلان في الكرسي كدخول الحلقة في الأرض، فما لعسى موضع الحلقة الملقاة من الأرض، أليس كأنما وراء الحلقة من أقطار الأرض إلى تخومها وجبالها، وأشجارها وأنهارها، وما فوقها وتحتها؛ أوسع وأعظم وأرحب مما حوت الحلقة منها؟ وكانت الحلقة أصغر شيء منها، وكان القليل الحقير الصغير اليسير ما قد وسعه الله وأحاط به، وهو يخبر سبحانه أنه هو الذي وسعهما وأحاط بهما حتى صارتا بعظمهما وكبرهما في إحاطة علمه كالحلقة الملقاة في الأرض، ومعنى قولي: في إحاطة علمه، أي في إحاطته بنفسه؛ لأنه لا علم له غيره، فالله عز وجل قد أحاط بالسماوات والأرض كإحاطة الأرض بالحلقة الملقاة في جوفها، وهاهنا والله تاهت العقول، وضلت الأحلام، وانقطعت الفكر في الله عز وجل.
صفحة ٢٦٤