مؤمنان مانند نفس واحده
وعلى هذا فالاخوة هاهنا تنتهى الى الاتحاد فى الصورة وان كان المادة متعددة بخلاف الاخوة الجسمانية فانها لا اتحاد فيها لا فى الصورة ولا فى المادة بل الوحدة فيمن ينفصل عنه المادة ومن هاهنا يعلم وجه شدة حرمة غيبة المؤمن بحيث نقل انه اشد من سبعين زنية مع الام تحت الكعبة، وكذا شدة حرمة ذكره بسوء فى حضوره وغيبته، وشدة حرمة الاهانة والاستهزاء به فان الكل راجع الى والده، ويعلم ايضا وجه المبالغة فى الدعاء للاخون بظهر الغيب، والسعى فى حاجاتهم وقضائها، والمواساة معهم، ووجه قوله:
" من زار أخاه المؤمن فى بيته من غير عوض ولا غرض فكأنما زار الله فى عرشه "
؛ فان زيارة المؤمن زيارة الله لكن فى المرتبة النازلة، ووجه قوله:
" اذا تصافح المؤمنان يتحاط الذنوب عنهما كما يتحاط الورق عن الشجر "
، وقوله:
" اذا تصافح المؤمنان كان يد الله بين أيديهما او فوق أيديهما، او ينظر الله اليهما بالرحمة "
، فان تصافحهما سبب لقوة ظهور والدهما فيهما وبقدر ظهور الوالد يكون انمحاء الذنوب من الولد ويظهر من ذلك سر الاهتمام باحسان الوالدين الروحانيين بحيث جعله الله تعالى قرينا بتوحيده حيثما ذكر ففى سورة النساء
واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا
[النساء:36]، وفى سورة الانعام
صفحة غير معروفة