288

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

تصانيف

{ قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم وأبصاركم وختم على قلوبكم } فيسلب تميزكم كالمجانين { من إله غير الله يأتيكم به انظر كيف نصرف الآيات } آيات قدرتنا وشواهدها { ثم هم يصدفون } يعرضون ولا يتأملون فيها.

[6.47-48]

{ قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله بغتة } من غير تقدم امارة { أو جهرة } مع تقدم امارته { هل يهلك إلا القوم الظالمون وما نرسل المرسلين إلا مبشرين } بشأنهم الولوى { ومنذرين } بشأنه النبوى { فمن آمن } بالايمان العام { وأصلح } بالايمان الخاص، او من آمن بالبيعة على يد على (ع) واصلح نفسه بالوفاء بالشروط التى اخذت عليه كما عرفت ان الاصلاح لا يمكن الا بدخول الايمان فى القلب وهو مسبب عن الايمان الخاص { فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون } لما سبق ان الخوف والحزن من صفات النفس والمؤمن المصلح قد سافر من حدود النفس ودخل حدود القلب الذى من دخل فيه كان آمنا، ويتبدل خوفه بالخشية وحزنه بالاشتياق الذى يعبر عنه بالفارسية " بدرد " كما قيل:

قد سيانرا عشق هست ودرد نيست

درد راجز آدمى در خورد نيست

وغير الاسلوب لان الخوف منشأه امر خارج فكأنه من طوارى النفس والحزن منشأه القلب فهو من صفات النفس ولملاحظة توافق رؤس الاى وقد مضى تحقيق وتفصيل لهذه الآية فى اول البقرة.

[6.49]

{ والذين كذبوا } بلسان الحال او لسان القال { بآياتنا } واعظمها الولاية ومن تكذيبها يسرى التكذيب الى غيرها من الآيات { يمسهم العذاب بما كانوا يفسقون } بالخروج عن حكم العقل ومظهره الذى هو النبى (ص) او الوصى.

[6.50]

{ قل لا أقول لكم عندي خزآئن الله } يعنى تنزل الى مقام البشرية ودارهم بحسب بشريتك وأظهر ما هو لازمها حتى يروك مثلهم فلا ينفروا عنك فقل: ليس عندى خزائن الله فتطالبونى بمال كثير { ولا أعلم الغيب } فتطالبونى بالاخبار المغيبات { ولا أقول لكم إني ملك } فتطالبونى بما يقدر الملك عليه من الصعود فى السماء واتيان كتاب منه وامثال ذلك { إن أتبع إلا ما يوحى إلي } فى كل باب من الاحكام والآيات التى يظهرها الله على يدى والاخبار بالمغيبات { قل هل يستوي الأعمى } عن النبوات وكيفيتها { والبصير } بها وبان النبى لا يجوز ان يكون غير البشر يجرى عليه كل ما يجرى على سائر افراده، الا انه يعلم بتعليم الله ما لا يعلمه غيره ويوحى اليه ولا يوحى الى غيره { أفلا تتفكرون } فى عدم التسوية حتى تخرجوا من ظلمة العمى الى نور البصر.

صفحة غير معروفة