186

تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة

تصانيف

الفرق بين المصير والمرجع ان المصير ما ينتهى اليه مع تغير عما هو عليه والمرجع مطلق عن ذلك ولما كان المتحقق برضوان الله عليا (ع) والمتحقق بسخط الله كل من خالفه صح تفسير التابع لرضوان الله بالتابع لعلى (ع) والبائى بسخط الله بمن اتبع مخالفه.

[3.163]

تحقيق كون المؤمنين درجات وذوى درجات

{ هم درجات } اى التابعون رضوان الله والبائون بسخط الله درجات { عند الله } وان كانوا يرون متساوين عند الناس، ولما كان عالم الارواح الطيبة عالما وسيعا ذا مراتب ودرجات وكذلك عالم الارواح الخبيثة الذى فيه الجحيم وآلامها، وكل من اتصل بواحد من هذين العالمين تحقق بمرتبة منه وليس المتصلون بعالم الارواح الطيبة متساوين فى المرتبة والدرجة ولا المتصلون بعالم الارواح الخبيثة بل لكل واحد مرتبة ودرجة ليست لغيره ممن لم يكن بشأنه، نعم، اذا كان جماعة متوافقين فى الطاعة والسلوك او فى المخالفة والمعصية من جميع الجهات كانوا متوافقين فى المرتبة والدرجة وكل من اتصل بدرجة من درجات الجنان او بدركة من دركات النيران كان متصلا بالدرجات السابقة او الدركات السابقة، وكل من اتصل بدرجة صار متحققا بتلك الدرجة فصح ان يقال: ان المؤمنين بحسب عدد اشخاصهم درجات يعنى كل منهم درجة من الجنان، وان يقال: كل واحد منهم بحسب سعة وجوده درجات من الجنان، وان المعذبين بحسب عدد اشخاصهم دركات، وكل واحد منهم بحسب وجوده دركات من النيران فلا حاجة فى الآية الى بعض التقديرات والتأويلات، روى عن الصادق (ع) ان الذين اتبعوا رضوان الله هم الائمة عليهم السلام وهم والله درجات عند الله للمؤمنين وبولايتهم ومعرفتهم لنا يضاعف الله لهم اعمالهم ويرفع الله لهم الدرجات العلى، والذين باؤا بسخط من الله هم الذين جحدوا حق على (ع) وحق الائمة منا اهل البيت فباؤا لذلك بسخط من الله { والله بصير بما يعملون } فيعلم عمل كل ودرجته على حسب عمله فيجازيه على حسبها وهذا تهديد وترغيب.

[3.164]

{ لقد من الله } انعم الله { على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم } بشرا مثلهم ومن سنخهم { يتلوا عليهم آياته } او يقرأ عليهم آيات كتابه بعد ما كانوا جهالا لا يعرفون كتابا ولا شريعة { ويزكيهم } يطهرهم مما ينبغى للانسان ان يطهر عنه { ويعلمهم الكتاب والحكمة } قد مضى بيان التزكية وتعليم الكتاب والحكمة ووجه تأخير التعليم عن التزكية هاهنا وفى قوله { كما ارسلنا فيكم رسولا } الآية ووجه تقديمه على التزكية فى قوله

وابعث فيهم رسولا منهم

[البقرة: 129] الآية من سورة البقرة { وإن كانوا } اى انهم كانوا { من قبل لفي ضلال مبين } ظاهر واضح اظهار لمنه عليهم بنعمة وجود الرسول (ص) ليتنبهوا لها ويهتموا باتباع الرسول (ص) شكرا لنعمة وجوده.

[3.165]

{ أو لما أصابتكم } قد اختلف الاقوال عند اجتماع همزة الاستفهام واداة العطف وتقديم الهمزة على العاطف فقيل: انه على التقديم والتأخير وانما قدمت الهمزة لقوة صدارته، وقيل: ان الهمزة فى التقدير داخلة على محذوف حذف واتصل الهمزة بالعاطف والتقدير هاهنا انكرتم البلية التى وردت عليكم بتقصيركم فى أعمالكم ولما اصابتكم { مصيبة } يوم احد بقتل سبعين رجلا منكم { قد أصبتم مثليها } فى بدر بقتل سبعين واسر سبعين { قلتم أنى هذا } من اين او كيف هذا { قل هو من عند أنفسكم } باختياركم الفدى عن الاسارى يوم بدر وقد اخبركم الرسول (ص) ان الحكم فيهم القتل

صفحة غير معروفة