تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي
محقق
عبيد بن علي العبيد
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
العدد ١١٢-السنة ٣٣
سنة النشر
١٤٢١هـ
تصانيف
كذا، فهذا يقع من البر والفاجر، ويستجيب الله فيه لكل من دعاه بحسب الحالة المقتضية، وبحسب ما تقتضيه حكمته، وهذا يستدل به على كرم المولى وشمول إحسانه للبر والفاجر، ولا يدل بمجرده على حسن حال الداعي الذي أجيبت دعوته إن لم يقترن بذلك ما يدل عليه وعلى صدقه وتعين الحق معه، كسؤال الأنبياء ودعائهم لقومهم وعلى قومهم فيجيبهم الله، فإنه يدل على صدقهم فيما أخبروا به وكرامتهم على ربهم، ولهذا كان النبي ﷺ كثيرًا ما يدعو بدعاء يشاهد المسلمون وغيرهم إجابته، وذلك من دلائل نبوته وآيات صدقه، وكذلك ما يذكرونه عن كثير من أولياء الله من إجابة الدعوات فإنه من أدلة كراماتهم على الله.
وأما الإجابة الخاصة١ فلها أسباب عديدة، منها دعوة المضطر الذي وقع في شدة وكربة عظيمة، فإن الله يجيب دعوته، قال تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾ ٢، وسبب ذلك شدة الافتقار إلى الله، وقوة الانكسار، وانقطاع تعلقه بالمخلوقين، ولسعة رحمة الله التي يشمل بها الخلق بحسب حاجتهم إليها فكيف بمن اضطر إليها، ومن أسباب الإجابة طول السفر والتوسل إلى الله بأحب الوسائل إليه من أسمائه، وصفاته، ونعمه. وكذلك دعوة المريض، والمظلوم، والصائم، والوالد على ولده، أو له في الأوقات والأحوال الشريفة"٣.
المجيد، المحيط، المذل، المصور، المعز، المعطي، المعيد، المغني، المغيث ٨٢ - المجيد٤: قال رحمه الله تعالى: "المجيد الذي له المجد العظيم، والمجد هو عظمة الصفات، _________ ١ هذا هو النوع الثاني من أنواع الإجابة التي ذكرها المؤلف. ٢ النمل (٦٢). ٣ الحق الواضح المبين (ص٦٥ - ٦٦) انظر: توضيح الكافية الشافية (ص١٢٤) والتفسير (٣/ ٤٣٧ و٥/ ٦٣٠). ٤ قال الله تعالى ﴿رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾ (هود: ٧٣).
المجيد، المحيط، المذل، المصور، المعز، المعطي، المعيد، المغني، المغيث ٨٢ - المجيد٤: قال رحمه الله تعالى: "المجيد الذي له المجد العظيم، والمجد هو عظمة الصفات، _________ ١ هذا هو النوع الثاني من أنواع الإجابة التي ذكرها المؤلف. ٢ النمل (٦٢). ٣ الحق الواضح المبين (ص٦٥ - ٦٦) انظر: توضيح الكافية الشافية (ص١٢٤) والتفسير (٣/ ٤٣٧ و٥/ ٦٣٠). ٤ قال الله تعالى ﴿رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ﴾ (هود: ٧٣).
1 / 236