تفسير العثيمين: فصلت
الناشر
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٧ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
"صلُّوا كما رأيتُموني أصلِّي" (^١).
إذَن: أوَّلُ ما نُفسِّرُ القرآنَ به هو القرآنُ؛ لأنَّ الَّذي فسَّرَه هو الَّذي تَكلَّم به وهو أعلمُ بمُرادِه، ثمَّ بسُنَّة النبيِّ -صلَّى اللهُ علَيهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ- القوليَّة والفعليَّة؛ لأنّ النَّبِيَّ -صلَّى اللهُ علَيهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ- أعلمُ الناسِ بكلامِ اللهِ؛ لأنَّه رسولُه.
٣ - ثُمَّ بعدَ ذلكَ بتفسيرِ الصَّحابَةِ ﵃، وتفسيرُ الصَّحابةِ لا شكَّ أنَّه أَوْلى مِن غيره؛ لأنَّ الصَّحابةَ ﵃ أعلمُ النَّاسِ بِلُغَةِ القرآنِ بلا مُنازِع؛ ولأنَّ القرآنَ نزلَ في عَصرِهم وفي الأحْوالِ الَّتي يعرِفونها.
ولا ريبَ أنَّ المعنَى يُعرَف في الزَّمنِ والحالِ الَّتي نزلَ بها؛ ولهذا يَنقُلون إلَيْنا أسبابَ النُّزولِ في الآياتِ التي نزَلَتْ على سببٍ؛ لأنَّهمْ كانوا يَعلَمون ذلك.
فيُرجَعُ في تفسيرِ القرآنِ -إذا لمْ يُوجَدْ في كتابِ اللهِ أو سنةِ رسولِه- إلى أقوالِ الصَحابةِ.
والصَّحابةُ ﵃ يَختلِفون في فَهْمِ القرآنِ اختِلافًا ظاهرًا، كما يَختَلِفون في مَراتِبهم في الفَضائلِ، كذَلِك أيضًا يَختلِفون في العلمِ وفي تَفسيرِ القرآنِ، ومِنْ أعلَمِهم بالتَّفسيرِ ابنُ عبَّاسٍ ﵄ لأنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ علَيهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ- دعا له، وقال: "اللَّهمَّ فقِّهْهُ في الدِّينِ وعلِّمْهُ التَّأويلَ" (^٢)، يعني: التَّفسيرَ.
_________
(^١) أخرجه البخاري: كتاب الأذان، باب الأذان للمسافر إذا كانوا جماعة، رقم (٦٣١)، من حديث مالك بن الحويرث ﵁.
(^٢) أخرجه البخاري: كتاب الوضوء، باب وضع الماء عند الخلاء، رقم (١٤٣)، ومسلم: كتاب فضائل الصحابة ﵃، باب من فضائل عبد الله بن عباس ﵄، رقم (٢٤٧٧)، من حديث ابن عباس ﵄. دون قوله: "وعلمه التأويل"، وأخرجه أحمد (١/ ٢٦٦) بلفظه.
1 / 9