تفسير العثيمين: فصلت
الناشر
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٧ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
أمثلةٌ كثيرةٌ؛ مِثلُ قولِه تَعالى: ﴿وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (١٧) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ﴾ [الانفطار: ١٧ - ١٨]، فسَّر اللهُ ذلك اليومَ بقولِه: ﴿يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾ [الانفطار: ١٩].
فلو سألَنا سائلٌ: ما هو يومُ الدِّينِ؟
نَقولُ: ﴿يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ﴾، ﴿الْقَارِعَةُ (١) مَا الْقَارِعَةُ (٢) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (٣) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (٤) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ﴾ [القارعة: ١ - ٥]، ولهِذا أمثلةٌ كثيرةٌ.
٢ - ثمَّ نفسِّرُ القُرآنَ بتَفسيرِ أعلَمِ الناسِ به، وهو رسولُ اللهِ ﷺ ولهذا أمثلةٌ:
منها: قولُه تَعالى: ﴿لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ﴾ [يونس: ٢٦]، الزِّيادةُ لمْ يُبيِّنْها الله ﷿ ولكِنْ بيَّنَها الرَّسولُ عليه الصَّلَاةُ وَلسَّلَامُ بقوله: "النَّظَرُ إلى وجْهِ اللهِ" (^١).
وكذَلِك مِثالٌ آخرُ: قولُ اللهِ تَعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾ [الأنفال: ٦٠]، فسَّرَها النَّبيُّ ﵊ بقوله: "ألا إنَّ القُوةَ الرَّميُ" (^٢)، وكرَّرَها.
وكَما يكونُ تفسير النَّبيِّ -صلَّى اللهُ علَيهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ- للْقُرآنِ بلفظِه، يَكوُن كذَلِك بفعلِه؛ فقولُه تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ﴾ [البقرة: ٤٣]، يُبيِّنِ اللهُ تَعالَى كيفيَّةَ هذه الإقامةِ الَّتي أمَر بها، لكنْ فسَّرها النبيُّ ﷺ بفِعلِه، فَقامَ ورَكعَ وسَجدَ وقَعدَ، وقالَ:
_________
(^١) أخرجه مسلم: كتاب الإيمان، باب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم ﷾، رقم (١٨١)، من حديث صهيب ﵁.
(^٢) أخرجه مسلم: كتاب الإمارة، باب فضل الرمي، رقم (١٩١٧)، من حديث عقبة بن عامر ﵁.
1 / 8