تفسير العثيمين: جزء عم
الناشر
دار الثريا للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م
مكان النشر
الرياض
تصانيف
واحدة كلمح بالبصر﴾ [القمر: ٥٠] . يعني أنَّ الله إذا أراد شيئًا إنما يقول له: (كن) مرة واحدة فقط فيكون ولا يتأخر هذا عن قول الله لحظة ﴿كلمح بالبصر﴾ والله ﷿ لا يعجزه شيء، فإذا كان الخلق كلهم يقومون من قبورهم لله ﷿ بكلمة واحدة فهذا أدل دليل على أن الله تعالى على كل شيء قدير، وأن الله لا يعجزه شيء في السماوات ولا في الأرض كما قال تعالى: ﴿وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليمًا قديرًا﴾ ﴿فاطر: ٤٤﴾ .
﴿هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى * إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى * اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى * وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى * فَأَرَاهُ الآية الْكُبْرَى * فَكَذَّبَ وَعَصَى * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى * فَحَشَرَ فَنَادَى * فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ الَاْعْلَى * فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الَاْخِرَةِ وَالاُْوْلَى * إِنَّ فِى ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى﴾ .
ثم قال تعالى مبينًا ما جرى للأمم قبل محمد ﵌، (^١) فقال الله تعالى: ﴿هل أتاك حديث موسى﴾ والخطاب في
_________
(^١) قصص القرءان أصدق القصص لقوله تعالى (ومن أصدق من الله حديثًا) وذلك لتمام مطابقتها للواقع.
1 / 43