تفسير العثيمين: الزمر

محمد بن صالح العثيمين ت. 1421 هجري
117

تفسير العثيمين: الزمر

الناشر

مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٦ هـ

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

الآية (١١) قَالَ اللهُ ﷿: ﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ﴾ [الزمر: ١١]. ثم قال تعالى: ﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ﴾ قوله: ﴿قُلْ﴾ يعني: يا محمد. قوله: ﴿إِنِّي أُمِرْتُ﴾ أي: أمرني ربِّي، وهذه الصيغة تأتي بالبناء للمَجْهول؛ لأنَّ الفاعل معلومٌ، وهذا يُشْبِهُ حديث ابن عباس ﵄ أنَّ الرَّسول ﷺ قال: "أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ" (١)؛ (أُمِرْتُ) لأنَّ الآمِرَ معلومٌ، وهو الله. فقوله: ﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ﴾، وجاءت بكلمة ﴿أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ﴾ للإشارة إلى مقامِ النَّبِي ﷺ، وأنه عَبْدٌ يُؤْمَر ويُنْهَى، وليس له من حَقِّ الربوبِيَّة شَيءٌ. وقوله: ﴿أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ﴾ أي: أتذَلَّلَ له، والعبادة تطلق على مَعْنيينِ: المعنى الأول: التَّذَلُّل لله الذي هو فِعْل العابِدِ. والمعنى الثاني: المُتَعَبَّد به، وهي العبادات على جميع أنواعها، وعلى هذا المعنى يكون تعريفُ شيخِ الإسلام ابن تَيْمِيَةَ العبادةَ في قوله: "العبادةُ اسْمٌ جامِعٌ لكلِّ ما

(١) أخرجه البخاري: كتاب الأذان، باب لا يكف ثوبه في الصلاة، رقم (٨١٦)، ومسلم: كتاب الصلاة، باب أعضاء السجود والنهي عن كف الشعر والثوب، رقم (٤٩٠)، من حديث ابن عباس ﵄.

1 / 121