تفسير العثيمين: الشورى
الناشر
مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمين الخيرية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٧ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
الآية (٥)
* * *
* قَالَ اللهُ ﷿ ﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الشورى: ٥].
* * *
﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ﴾ ﴿تَكَادُ﴾ يقولُ المفسِّرُ ﵀: [بالتاءِ والياءِ] ﴿تَكَادُ﴾ و(يكادُ) أمَّا ﴿تَكَادُ﴾ فَمُطَابَقَتُهَا لمرفوعِها ظاهرٌ؛ لأنَّ السَّمواتِ جمعٌ، وكما قال الزمخشريُّ:
.................. ... كُلُّ جَمْعٍ مُؤَنَّثٌ (^١)
إذنْ ﴿تَكَادُ﴾ مطابقَتُها لمرفوعِها ظاهرٌ، (يكادُ) مُذَكَّرٌ للمذَكِّر والسَّمواتُ مؤنثٌ، فما هو الجوابُ؟
الجوابُ: الجمعُ المؤنَّثُ إذا كان مجازيًّا جازَ تذكيرُهُ وتأنيثُهُ؛ أي: تذكيرُ فعلِهِ وتأنيثُهُ، تقولُ: طلعَ الشمسُ وطلعتِ الشمسُ، يَجوزُ هذا وهذا؛ لأَنَّه مجازٌ، أمَّا إذا كان حقيقيًّا - وهو الذي له فَرْجٌ من بني آدمَ أو غيرِهِم - فإنه يَجِبُ تأنيثُ عاملِهِ فتقول: قامتِ امرأةٌ ولا ريبَ، ﴿السَّمَاوَاتُ﴾ من المؤنثِ المجازيِّ؛ ولهذا جاء فيها قراءتان ﴿تَكَادُ السَّمَاوَاتُ﴾ ومعنى ﴿تَكَادُ﴾: تَقْرُبُ، فهي من أفعالِ المقاربةِ.
_________
(^١) انظر: حاشية الصبان على شرح الأشموني (٢/ ٧٧).
1 / 37