تفسير العثيمين: الصافات
الناشر
دار الثريا للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
يناسب المعمول أولى من القول بأن المعمول هو الذي فيه التجوز.
هنا ﴿لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ﴾ نقول: الفعل يتضمن معنى الإصغاء. يعني لا يصغون إليهم مستمعين.
وفي قراءة بتشديد الميم والسين ﴿لَا يَسَّمَّعُونَ﴾ وأصله يتسمعون، أدغمت التاء في السين فصارت يسَّمَّعون، والقراءة هذه سبعية؛ لأن في اصطلاح المؤلف أنه إذا قال: في قراءة، فهي سبعية وإذا قال: قرِئَ، فهي شاذة ﴿وَيُقْذَفُونَ﴾ قال المؤلف ﵀[أي الشياطين بالشهب من كل جانب من آفاق السماء، ﴿دُحُورًا﴾ مصدر دحره، أي طرده وأبعده وهو مفعول له]، ﴿وَيُقْذَفُونَ﴾، الضمير يعود على الشياطين فإذا قال قائل: إنه لم يتقدم ذكر الشياطين، فالجواب: بلى، تقدم في قوله ﴿مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ﴾، لأن كل شيطان عام، فيكون دالًّا على الجمع، إذن يقذفون أي الشياطين المعلوم جمعهم من قوله ﴿كُلِّ شَيْطَانٍ﴾، ﴿وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (٨)﴾، الذي يقذفهم الله ﷿ بأمره، يأمر هذه الشهب فتقذفهم، فالقذف هو الرمي بشدة ﴿مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (٨)﴾ أي من الجوانب التي تصيبهم من آفاق السماء. كما قال المؤلف. ﴿دُحُورًا﴾ يعني طردًا وإبعادًا. وهي كما قال المؤلف مفعول له، أي لأجل الدحور، والمفاعيل خمسة: المطلق، والمفعول به، والمفعول فيه، والمفعول له، والمفعول معه، وأمثلتها:
ضربت ضربًا أبا عمرو غداة أتى ... وسرت والنيل خوفًا من عقابك لي
1 / 29