تفسير العثيمين: الصافات
الناشر
دار الثريا للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٣ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
٣ - ومن فوائدها: أن هذا المؤمن قال: ﴿وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي﴾ فأضاف الربوبية إلى الله، وهذه الربوبية من الربوبيات الخاصة، وقد مرَّ علينا أن الربوبية عامة وخاصة، وقد اجتمع في قوله تعالى: ﴿قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٤٧) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (٤٨)﴾ [الشعراء: ٤٧ - ٤٨] الأولى عامة، والثانية خاصة، والربوبية الخاصة تقتضي تربية أخص من الربوبية العامة، لأن الله تعالى يربي هذا العبد تربية خاصة أكثر من الربوبية العامة.
٤ - ومن فوائدها: جواز إضافة الشيء إلى سببه، لقوله: ﴿وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي﴾ ولم يقل: ولولا ربي.
لكن قد يقول قائل: إن نعمة الله ﷿ إذا كان المراد بها فعل الله فهي من صفات الله فإضافة الشيء إليها كإضافته إلى الله، لقول النبي ﵊: "إلا أن يتغمدني الله برحمته" (^١). لكن إضافة الشيء إلى سببه على أقسام:
القسم الأول: أن يكون السبب معلومًا حقيقة حسًا أو شرعًا فنقول مثلًا: لولا فلان أنقذني من الغرق لهلكت. ولا بأس بذلك، لكن بشرط أن تشعر في قلبك أن فلانًا قد سخره الله لك ولم يستقل بفعله، ومن ذلك أي: من إضافة الشيء إلى سببه المعلوم قول النبي ﵊ في عمه أبي طالب: "لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار" (^٢) فقال: "لولا أنا"
(^١) أخرجه البخاري في كتاب الرقاق، باب القصد والمداومة على العمل (رقم ٦٤٦٣) ومسلم، كتاب صفات المنافقين، باب لن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله تعالى (رقم ٢٨١٦) (٧١). (^٢) أخرجه البخاري في كتاب مناقب الأنصار، باب قصة أبي طالب (رقم ٣٨٨٣)، ومسلم =
1 / 134