تفسير العثيمين: الفاتحة والبقرة
الناشر
دار ابن الجوزي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٣ هـ
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
عابدًا حقًا؛ العبد: هو الذي يوافق المعبود في مراده الشرعي؛ فـ "العبادة" تستلزم أن يقوم الإنسان بكل ما أُمر به، وأن يترك كل ما نُهي عنه؛ ولا يمكن أن يكون قيامه هذا بغير معونة الله؛ ولهذا قال تعالى: ﴿وإياك نستعين﴾ أي لا نستعين إلا إياك على العبادة، وغيرها؛ و"الاستعانة" طلب العون؛ والله ﷾ يجمع بين العبادة، والاستعانة، أو التوكل في مواطن عدة في القرآن الكريم؛ لأنه لا قيام بالعبادة على الوجه الأكمل إلا بمعونة الله، والتفويض إليه، والتوكل عليه ..
الفوائد:
. ١ من فوائد الآية: إخلاص العبادة لله؛ لقوله تعالى: ﴿إياك نعبد﴾؛ وجه الإخلاص: تقديم المعمول ..
. ٢ ومنها: إخلاص الاستعانة بالله ﷿؛ لقوله تعالى: ﴿وإياك نستعين﴾، حيث قدم المفعول ..
فإن قال قائل: كيف يقال: إخلاص الاستعانة لله وقد جاء في قوله تعالى: ﴿وتعاونوا على البر والتقوى﴾ [المائدة: ٢] إثبات المعونة من غير الله ﷿، وقال النبي ﷺ: "تعين الرجل في دابته، فتحمله عليها، أو ترفع له عليها متاعه صدقة"؟ (^١) ..
فالجواب: أن الاستعانة نوعان: استعانة تفويض؛ بمعنى أنك تعتمد على الله ﷿، وتتبرأ من حولك، وقوتك؛ وهذا
(^١) أخرجه البخاري ص ٢٣٢، كتاب الجهاد، باب ٧٢: فضل من حمل متاع صاحبه في السفر حديث رقم ٢٨٩١؛ وأخرجه مسلم ص ٨٣٧، كتاب الزكاة، باب ١٦: بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف، حديث رقم ٢٣٣٥ [٥٦] ١٠٠٩، واللفظ لمسلم.
1 / 14