تفسير العثيمين: الأنعام
الناشر
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
﴿قُلْ﴾، أي: للناس معلنًا ﴿إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ﴾ من هذه الأمة، لا من جميع الأمم، ومعنى ﴿أَسْلَمَ﴾ أي: استسلم لله ظاهرًا وباطنًا؛ لأن الإسلام يطلق على هذا، وإذا كان الإسلام بهذا المعنى دخل فيه الإيمان.
قوله: ﴿وَلَا تَكُونَنَّ﴾ معطوفة على ﴿قُلْ﴾، يعني: قل هذا ﴿وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾، بل أخلص العبادة والإسلام لله ﷿.
من فوائد الآية الكريمة:
الفائدة الأولى: أمر النبي ﷺ أن يعلن أنه لن يتخذ وليًا من دون الله ﷿، وهذا واجب عليه؛ لأنه رسول وإمام مقتدىً به، فلا بد أن يعلن تحقيق الربوبية.
الفائدة الثانية: أن لا يلجأ العبد إلَّا إلى الله ﷾؛ لأن الله هو الولي، ثم ولاية الله ﷿ ولاية مبنية على الحمد، كما قال تعالى: ﴿وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [الشورى: ٢٨].
الفائدة الثالثة: أن الله وحده خالق السماوات والأرض على غير مثال، يعني: أنه ﷾ لم يخلق سماوات وأراضين قبلُ ثم أعادها مرة أخرى، بل هي على ما هي عليه.
الفائدة الرابعة: تمام قدرة الله ﵎ حيث فطر السماوات والأرض، وبقيت السماوات والأرض على حسب ما أراد الله ﵎. قال تعالى: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ... ﴿وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ﴾ [يس: ٣٨، ٣٩] لم تختلف.
الفائدتان الخامسة والسادسة: أن الله ﵎ هو
1 / 77