تفسير العثيمين: الأنعام
الناشر
دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
مكان النشر
المملكة العربية السعودية
تصانيف
الفائدة الثالثة: بيان عظمة الله ﷾ وغَيْرَتِه، حيث أهلك أولئك القوم مع ما عندهم من القوة والنَعْمَةِ.
الفائدة الرابعة: أن ما يحصل من النعم، واندفاع النقم، فإنه من الله ﷿ لقوله: ﴿مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾.
الفائدة الخامسة: إثبات الأسباب لقوله: ﴿فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ﴾.
الفائدة السادسة: أن الذنوب من أسباب الهلاك لكن هل المراد الهلاك الحسي بمعنى أن يموت الناس، أو يفقدوا الأموال، أو ما أشبه ذلك، أو يشمل الهلاك الحسي والمعنوي الذي هو موت القلوب؟ لظاهر أنه كلاهما، يعني: يشمل هذا وهذا؛ ولذلك قال الله تعالى: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ﴾ [المائدة: ٤٩] فجعل توليهم من أسباب الذنوب.
الفائدة السابعة: تمام قدرة الله ﵎ وسلطانه، حيث يهلك أقوامًا وينشئ آخرين؛ لأن الأمر أمره ﷿، والملك ملكه، والسلطان سلطانه، فهو ﷾ يفعل ما يشاء من إهلاك وإنشاء.
* * *
* قال الله ﷿: ﴿وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (٧)﴾ [الأنعام: ٧].
قال تعالى مبينًا عتو هؤلاء المكذبين لرسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، وقوله: ﴿وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ﴾ الخطاب للنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - و(لو) هنا شرطية بدليل وجود فعل الشرط وجوابه، فعل الشرط ﴿نَزَّلْنَا﴾ وجواب الشرط ﴿لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾.
1 / 43