تفسير القرآن العظيم - جزء عم

عبد الملك بن قاسم ت. غير معلوم
77

تفسير القرآن العظيم - جزء عم

الناشر

دار القاسم للنشر

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ﴾ فالذي قدر على أن يخلق الإنسان من هذا الماء الدافق المهين، قادر على أن يعيده يوم القيامة يوم تختبر السرائر، والسرائر ما يسر في القلوب من العقائد والنيات وغيرها. ﴿فَمَا لَهُ مِنْ قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ﴾ أي: فما للإنسان من قوة في نفسه يمتنع بها عن عذاب الله، لا ناصر ولا معين ينقذه مما نزل به. ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ * إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ * وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ * إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا * فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾. ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ * وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ﴾ هذا هو القسم الثاني بالسماء. ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ﴾ الرجع هو المطر، يسمى رجعًا؛ لأنه يرجع ويتكرر، ومعلوم أن المطر به حياة الأرض. ﴿وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ﴾ الصدع هو الانشقاق يعني التشقق بخروج النبات منه. ﴿إِنَّهُ﴾ أي القرآن. ﴿لَقَوْلٌ فَصْلٌ﴾ وصفه الله تعالى بأنه قول فصل، يفصل بين الحق والباطل. ﴿وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ﴾ أي جد ليس بالهزل، وهو القول الذي يفصل بين الطوائف والمقالات، وتنفصل به الخصومات. ﴿إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا﴾. ﴿إِنَّهُمْ﴾ يعني الكفار المكذبين للرسول ﷺ فإن هؤلاء المكذبين الذين خلقوا من ماء دافق بلا حول ولا قوة.

1 / 83