تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني
محقق
هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي
الناشر
دار الكتاب الثقافي الأردن
الإصدار
الأولى
سنة النشر
٢٠٠٨ م
مكان النشر
إربد
تصانيف
﴿أَوْ أَشَدُّ؛﴾ يبسا وغلظا. ومعنى (أو أشدّ):بل أشدّ، كقوله: ﴿كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ﴾ (^١).وقيل: (أو) بمعنى الواو؛ أي وأشدّ، ﴿قَسْوَةً،﴾ وقوله تعالى:
﴿بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبائِكُمْ﴾ (^٢) ومثل: ﴿لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ﴾ (^٣)،وقوله تعالى: ﴿آثِمًا أَوْ كَفُورًا﴾ (^٤).وقرأ أبو حيوة: «(أو أشدّ قساوة)».
ثم عذر الله الحجارة وفضّلها على القلب القاسي، فأخبر أنّ منها ما يكون فيه رطوبة؛ وأنّ منها لما يتردّى من أعلى الجبل إلى أسفله مخافة الله ﷿ فقال تعالى:
﴿وَإِنَّ مِنَ الْحِجارَةِ لَما يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهارُ،﴾ وقرأ مالك بن دينار: «(نتفجّر)» بالنون كقوله ﴿فَانْفَجَرَتْ﴾. وفي مصحف أبيّ «(منها الأنهار)» ردّ الكناية إلى الحجارة.
﴿وَإِنَّ مِنْها لَما يَشَّقَّقُ ٥ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْماءُ،﴾ قرأ الأعمش: «(يتشقّق)».
وقوله تعالى: ﴿وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ؛﴾ أي ينزل من أعلى الجبل إلى أسفله من خشية الله؛ وقلوبكم يا معشر اليهود لا تلين ولا تخشع ولا تأتي بخير. قيل: لا يهبط من الجبال حجر بغير سبب ظاهر إلا وهو مجعول فيه التمييز.
قوله تعالى: ﴿وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعْمَلُونَ﴾ (٧٤)؛وعيد وتهديد؛ أي ما الله بتارك عقوبة ما تعملون؛ بل يجازيكم به.
قوله تعالى: ﴿*أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ؛﴾ خطاب للنبيّ ﷺ وأصحابه: أفترجون أيّها المؤمنون أن تصدّقكم اليهود فيما آتاكم به نبيكم محمّد، ﴿وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ؛﴾ أي طائفة، ﴿مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ؛﴾؛يعني التوراة، ﴿ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ؛﴾ أي يغيّرونه، ﴿مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ؛﴾ أي من بعد ما فهموه وعلموه كما غيّروا آية الرّجم وصفة النبيّ ﷺ. وقوله تعالى: ﴿وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ (٧٥) (^٦)؛أي وهم يعلمون أنّهم كاذبون، هذا قول مجاهد وعكرمة والسديّ وقتادة.
(^١) النحل ٧٧/.
(^٢) النور ٦١/.
(^٣) النور ٣١/.
(^٤) الإنسان ٢٤/.
(^٥) فيه إدغام التاء؛ في الأصل: يتشقّق.
(^٦) أنّهم مفترون، والهمزة للآية؛ أي لا تطمعوا فلا سابقة في الكفر به أبين. تفسير الجلالين.
1 / 191