173

تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني

محقق

هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي

الناشر

دار الكتاب الثقافي الأردن

الإصدار

الأولى

سنة النشر

٢٠٠٨ م

مكان النشر

إربد

تصانيف

بإذن الله تعالى وأوداجه تشخب دما. فسألوه: من قتلك فقال: فلان وفلان؛ لابني عمّ له. ثم اضطجع ميتا. فأخذا فقتلا. وفي الآية اختصار تقديره: ﴿فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها﴾ فضربوه فحيى.
قوله تعالى: ﴿كَذلِكَ يُحْيِ اللهُ الْمَوْتى؛﴾ أي كما أحيا عاميل بعد موته كذلك يحيي الله الموتى. ﴿وَيُرِيكُمْ آياتِهِ؛﴾ أي عجائب قدرته ودلالته، ﴿لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ (٧٣)؛أي لكي تفهموا إحياء الموتى وغير ذلك. قال الواقديّ (^١): (كلّ شيء في القرآن (لعلّكم) فهو بمعنى (لكي) غير الّذي في الشّعراء:
﴿وَتَتَّخِذُونَ مَصانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ﴾ (^٢) فإنّه بمعنى كأنّكم تخلدون فلا تموتون) (^٣).
والله تعالى كان قادرا على إحيائه بغير هذا السبب؛ إلا أنّ الله أمرهم بذلك؛ لأن إحياء الميت بالميت آكد دليلا وأبين قدرة.
قوله تعالى: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ،﴾ قال الكلبي: قالوا بعد ذلك: لم نقتله نحن؛ وأنكروا؛ ولم يكن أعمى قلبا ولا أشدّ تكذيبا منهم لنبيّهم عند ذلك، فقال الله تعالى: ﴿(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ)﴾.
قال الكلبيّ: (قست؛ أي يبست وفسدت).وقال أبو عبيد: (حقدت).وقال الواقديّ: (جفّت فلم تلن).وقيل: اسودّت. وقال الزجّاج: (تأويل القسوة ذهاب اللّين والخشوع والخضوع).وقيل: قست؛ أي غلظت.
وقوله تعالى: ﴿(مِنْ بَعْدِ ذلِكَ)﴾ أي من بعد إحياء الميت. وقيل: من بعد هذه الآيات التي تقدّمت من مسخ القردة والخنازير؛ ورفع الجبل؛ وخروج الأنهار من الحجر؛ وغير ذلك. ﴿فَهِيَ كَالْحِجارَةِ؛﴾ في غلظها وشدّتها ويبسها؛

(^١) محمّد بن عمر بن واقد السهمي بالولاء، المدني، أبو عبد الله الواقدي، من أقدم المؤرخين في الإسلام وأشهرهم، ومن حفّاظ الحديث، ولد في (١٣٠) من الهجرة، وتوفي (٢٠٧) من الهجرة. من كتبه: تفسير القرآن.
(^٢) الآية ١٢٩/.
(^٣) في الجامع لأحكام القرآن: ج ١ ص ٢٢٧؛ قال القرطبي: «إن العرب استعملت (لعل) مجردة من الشكّ بمعنى (لام كي) فالمعنى: لتعقلوا ولتذكروا ولتتقوا».

1 / 190