170

تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني

محقق

هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي

الناشر

دار الكتاب الثقافي الأردن

الإصدار

الأولى

سنة النشر

٢٠٠٨ م

مكان النشر

إربد

تصانيف

أعمل فيه التبيين وجعل (ما) صلة. ﴿قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها؛﴾ قيل: يعني سوداء مثل قوله: ﴿جِمالَتٌ صُفْرٌ﴾ (^١) أي سود، كذا قال الحسن. والعرب تسمي الأسود أصفر. قال الشاعر (^٢):
تلك خيلي منه وتلك ركابي ... هنّ صفر أولادها كالزّبيب
والصحيح: أنّها صفراء؛ لأن السوداء لا تؤكّد بالفاقع، وإنّما تؤكّد بالحالك، يقال في المبالغة في الوصف: أصفر فاقع؛ وأحمر قان؛ وأسود حالك؛ وأخضر ناضر؛ وأبيض ناصع. ويقال: أبيض نقيّ، فمعنى (فاقع) أي صاف شديد الصّفرة. وقال ابن عبّاس: (صفراء فاقع لونها شديدة الصّفرة).وقال العتيبيّ: (غلط من قال: الصّفراء هاهنا السّوداء؛ لأنّ هذا غلط في نعوت البقر، وإنّما هو في نعوت الإبل).
قوله تعالى: ﴿تَسُرُّ النّاظِرِينَ﴾ (٦٩)؛أي تعجب الناظرين إليها؛ لتمام خلقها؛ وكمال حسنها؛ ونصوع لونها. قال عليّ ﵁: (من لبس نعلا صفراء قلّ همّه؛ لأنّ الله تعالى يقول: ﴿صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها تَسُرُّ النّاظِرِينَ﴾).فإن قيل: لم أمروا بذبح البقرة دون غيرها؟ قيل: لأن القربان تكون من الإبل والبقر والغنم؛ وكانوا يحرّمون لحم الإبل؛ كما قال تعالى: ﴿إِلاّ ما حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ﴾ (^٣) يعني لحوم الإبل؛ وكان ذبح البقرة أفضل من ذبح الغنم فخصّت بذلك.
قوله ﷿: ﴿قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ؛﴾ أسائمة أم عاملة؟ قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا؛﴾ هذه قراءة العامة؛ وقرأ محمّد الأمويّ (^٤): (إنّ الباقر) هو جمع البقر. قال قطرب: يقال في جمع البقرة: بقر وباقر وباقور وبقور. فإن قيل: لم قال (تشابه) والبقر جمع؛ ولم يقل تشابهت؟ قيل: فيه

(^١) المرسلات ٣٣/.
(^٢) البيت للأعشى، ينظر: ديوانه: ص ٢٠ من قصيدة في مدح قيس بن معديكرب.
(^٣) آل عمران ٩٣/.
(^٤) محمّد ذو الشامة الأموي. وقرأ بها عكرمة ويحيى بن يعمر. نقله القرطبي في الجامع: ج ١ ص ٤٥٢؛وقال: «جعله فعلا مستقبلا».

1 / 187