تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني
محقق
هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي
الناشر
دار الكتاب الثقافي الأردن
الإصدار
الأولى
سنة النشر
٢٠٠٨ م
مكان النشر
إربد
تصانيف
فأخبرها بذلك. فقالت: يا بنيّ إنّ الّذي يأتيك ملك في صورة بشر؛ فقل له: أتأمرنا أن نبيعها أم لا؟ فأتى إليه؛ فقال له ما قالت أمّه. فقال له: اذهب إلى أمّك وقل لها:
أمسكي هذه البقرة، فإنّ موسى يشتريها منكم لقتيل يقتل من بني إسرائيل، فلا تبيعوها إلاّ بملء مشكها ذهبا. وقدّر الله على بني إسرائيل ذبحها مكافأة له على برّ والديه فضلا منه ورحمة).
وروي أنّها كانت لرجل يبيع الجوهر، فجاءه إبليس بجراب من اللّؤلؤ يساوي مائتي ألف، فعرضه عليه بمائة ألف، فوجد الجوهريّ المفتاح تحت رأس أبيه وهو نائم، وقال: كيف أوقظ أبي لربح مائة ألف؟! فكره أن يوقظه، فرجع وقال: إنّ أبي نائم والمفتاح تحت رأسه. فقال له إبليس: اذهب أيقظه فأنا أبيعك بخمسين ألفا. فذهب فلم يحتمل قلبه ذلك، فرجع، فلم يزل إبليس يحطّ من الثمن حتى بلغ عشرة دراهم، فلم يوقظ أباه وترك الشراء، فجعل الله في ماله البركة حتى اشتروا بقرته بملء مشكها ذهبا.
قوله ﷿: ﴿قالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ؛﴾ وفي مصحف عبد الله: «(سل لنا ربّك يبيّن لنا)».ومعنى الآية: ﴿(قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما)﴾ سنّها؟. ﴿(قالَ)﴾ موسى: ﴿(إِنَّهُ)﴾ يعني الله ﷿ ﴿(يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ)﴾ لا كبيرة ولا صغيرة. وارتفع (فارض) و(بكر) بإضمار (هي)؛أي لا هي فارض ولا هي بكر.
قال مجاهد والأخفش: (الفارض: الكبيرة المسنّة الّتي لم تلد. والبكر: الفتيّة الصّغيرة الّتي لم تلد).قال السديّ: (البكر: الّتي لم تلد قطّ إلاّ واحدا).وقيل: معناه لا فارض؛ أي ليست بكبيرة قد ولدت بطونا كثيرة، ولا بكرا؛ أي لم تلد.
قوله تعالى: ﴿عَوانٌ بَيْنَ ذلِكَ؛﴾ أي وسط بين الصغيرة والكبيرة قد ولدت بطنا أو بطنين؛ وجمعها عون. قوله تعالى: ﴿فَافْعَلُوا ما تُؤْمَرُونَ﴾ (٦٨)؛أي افعلوا ما تؤمرون به من الذّبح، ولا تكثروا السؤال.
ثم عادوا في السؤال ف: ﴿قالُوا ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما لَوْنُها؛﴾ موضع (ما) رفع بالابتداء؛ و(لونها) خبره. وقرأ الضحّاك: «(ما لونها)» نصبا كأنه
1 / 186