309

وهو قوله : { سماعون لقوم آخرين } . أي : ليسوا منهم؛ أي إن المنافقين قوم آخرون ليسوا من اليهود المشركين ولا من المؤمنين ، كقوله : { ما هم منكم ولا منهم } [ سورة المجادلة : 14 ] وكقوله : { لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء } [ النساء : 143 ] فقال : { سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا } يقول المنافقون لليهود : إن أوتيتم ، أي إن أعطيتم هذا ، أي الجلد { فخذوه } أي : من محمد ، { وإن لم تؤتوه } ، أي : وإن لم تعطوه { فاحذروا } . فلما أتوا النبي A فسألوه جاء جبريل إلى النبي عليه السلام فقال : يا محمد ، سلهم عن شاب أعور يقال له ابن صوريا : ما حاله فيهم؟ فسألهم عنه فقالوا : هو أعلم أهل الدنيا بما أنزل على موسى . فقال لهم رسول الله : « أترضون به؟ » فقالوا نعم . فبعثوا إلى ابن صوريا فجاء . فقال له رسول الله : « أنت ابن صوريا؟ » فقال نعم . فقال : « أنت أعلم اليهود؟ » قال : كذلك تقول اليهود . فقال رسول الله : « ما على الزاني المحصن في كتابكم؟ وناشده بالله فقال له : بالذي نجاكم من آل فرعون ، وفلق لكم البحر ، وأنزل عليكم المن والسلوى ، وبالذي أنزل التوراة على موسى لما أخبرتني بما في كتابكم » فقال ابن صوريا : الرجم ، ولولا أني تخوفت أن تحرقني التوراة ما أخبرتك . فسأل النبي عن أشياء فأخبره بها النبي . فآمن ابن صوريا . فقالت له اليهود : والله ما كنت بأهل لما أثنينا به عليك . ولكن كرهنا أن نعيبك ، وأنت غائب .

صفحة ٣٠٩