161

تفسير صدر المتألهين

تصانيف

فصل

في التقوى

أصله وقوى قلبت الواو تاء كالتراث أصله وراث، فالأصل في المتقين: الموتقين، مفتعلين من الوقاية.

والاتقاء في أصل اللغة: الحجز بين الشيئين، يقال اتقاه بالترس، أي جعله حاجزا بينه وبينه.

والوقاية: فرط الصيانة، سواء كان في أمر دنيوي أو أخروي، لكن لما وقع المتقي في عرف الشرع في معرض المدح، فلن يكون متقيا إلا من اتقى عما يضره في الآخرة. وله مراتب ثلاث:

إحداها: التوقي عن العذاب المخلد، بالتبري عن الشرك والجحود للحق والدين، والإنكار للعلم والحكمة واليقين، وعليه يحمل قوله تعالى

وألزمهم كلمة التقوى

[الفتح:26].

والثانية: الاجتناب عن المآثم والمعاصي في فعل أو ترك، حتى الصغائر عند القوم، فروي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال:

" لا يبلغ العبد درجة المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس "

صفحة غير معروفة