" حق له ان يؤمن "
يعني محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) صدق { والمؤمنون } يعني اصحابه، وقيل: هو عام { كل آمن بالله } هذا راجع الى الرسول والمؤمنين أي كلهم { آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله } المذكورين أي يؤمنون بجميع الانبياء انهم مبعوثون وأنهم معصومون { لا نفرق بين احد من رسله } يعني انا نصدق بجميعهم ولا نكفر ببعض كما فعلت اليهود والنصارى، قوله تعالى: { وقالوا سمعنا وأطعنا } يعني الرسول والمؤمنين سمعنا كتابك، وقيل: قبلناه { وأطعنا } ما امرتنا { غفرانك ربنا } أي قالوا: غفرانك اللهم ربنا هب لنا غفرانك { واليك المصير } أي إلى حكمك المصير والمرجع، وقوله: { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } أي إلا ماهم له في وسعهم مستطيعون { لها ما كسبت } اي لكل نفس جزاء ما عملت من الخير والعمل الصالح { وعليها ما اكتسبت } أي وزر ما عملت من المعاصي، قال جارالله: فان قلت: لم خص الخير بالكسب والشر بالاكتساب؟ قلت: بالاكتساب اعتمال، فلما كان الشر مما تشتهيه النفس وهي منجذبة إليه وأمارة به كانت في تحصيله اعمل وأجد فجعلت لذلك مكتسبة فيه، ولما لم تكن كذلك في الخير وصفت بما لا دلالة فيه على الاعتمال، قوله تعالى: { ربنا لا تؤاخذنا } أي قالوا ربنا لا تؤاخذنا بالنسيان والخطأ ان فرط منا { ولا تحمل علينا إصرا } يعني ثقلا، يعني لا تشدد الأمر علينا { كما حملته } شددته على الذين من قبلنا يعني اليهود { ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به } نحو ما كلفت به بنو اسرائيل من أن يقتلوا أنفسهم، وقيل: المراد به الميثاق { واعف عنا واغفر لنا } أي اعف عن صغائر ذنوبنا واغفر كبائرها { وارحمنا } في الدنيا بالرزق وفي الآخرة بالجنة { أنت مولانا } سيدنا وناصرنا ونحن عبيدك { فانصرنا على القوم الكافرين } بالحجة والغلبة، وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم):
" أوتيت خواتم سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يؤتهن نبي قبلي "
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم):
" أنزل الله تعالى آيتين من كنوز الجنة كتبهما الرحمان بيده قبل أن يخلق الخلق بألفي سنة، من قرأهما بعد العشاء الآخرة أجزأتاه عن قيام الليل "
اللهم اغفر لنا وارحمنا يا أرحم الراحمين.
[3 - سورة آل عمران]
[3.1-5]
{ ألم } قد بينا ما قيل فيه، وقيل: أنه من أسماء الله تعالى، وقيل: اسم للسورة، ومنهم من قال: إشارة إلى حدوث القرآن حيث كان مؤلفا من هذه الحروف، وقيل: الألف لله واللام جبريل والميم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يعني جاء بهذا القرآن جبريل من عند الله الى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) { الحي } لذاته { القيوم } أي القائم على كل نفس بما كسبت { نزل عليك } يا محمد الكتاب { بالحق } أي القرآن، التنزيل والانزال واحد، وقيل: التنزيل لما جاء متفرقا، والانزال لما جاء مجتمعا { مصدقا لما بين يديه } إني مصدقا لما قبله من كتاب ورسول، قوله: { وأنزل التوراة } على موسى (عليه السلام) دفعة واحدة، قوله: { وأنزل الفرقان } قيل: الكتب المتقدمة، وقيل: القرآن، وقيل: الأدلة الفاصلة بين الحق والباطل { إن الذين كفروا بآيات الله } يعني كتبه المنزلة، وقيل: هم النصارى جحدوا ما أنزل الله تعالى من الآيات في حديث عيسى (عليه السلام) { لهم عذاب شديد } وصفه الله تعالى بالشدة لمداومته { والله عزيز } أي قادر لا يعجزه شيء { ذو انتقام } أي ذو قدرة على الانتقام من الكفار { إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء } لأنه عالم لذاته يعلم السر والعلانية.
[3.6-12]
صفحة غير معروفة