286

تفسير السلمي

محقق

سيد عمران

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

1421هـ - 2001م

مكان النشر

لبنان/ بيروت

سمعت أبا الحسن الفارسي يقول : سمعت محمد بن معاذ النهرجوري يقول : صفة | الأولياء أن يكون الفقر كرامتهم وطاعة الله جلاوتهم ، وحب الله حيلتهم ، وإلى الله | حاجتهم والله حافظهم ، ومع الله تجارتهم وبه افتخارهم وعليه توكلهم وبه أنسهم ، | والجوع طعامهم والزهد ثمارهم ، وحسن الخلق لباسهم ، وطلاقة الوجه حليتهم | وسخاوة النفس حرمتهم ، وحسن المعاشرة صحبتهم ، والشكر زينتهم ، والذكر همتهم | والرضا راحتهم ، والخوف سجيتهم ، والليل فكرتهم ، والنهار غيرتهم ، أولئك أولياء الله | | لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .

قال أبو سعيد الخراز : الأولياء في الدنيا يطيرون بقلوبهم في الملكوت ، يرتادون ألوان | الفوائد والحكمة ، ويشربون من عين المعرفة ، فهم يفرون من فضول الدنيا ، ويأنسون | بالمولى ويستوحشون من نفوسهم إلى وقت موافاة رسول الرحيل .

وقال أيضا : نفوس الأولياء تذوب كما يذوب الملح في الماء ، للحفظ على أمور المولى | في مواقيتها وأداء الأمانة في كل ساعة .

وقال أيضا : إن نفوس الأولياء حملت قلوبهم ، وقلوب الأعداء حملت نفوسهم ، | لأن نفوس الأولياء تحمل الأعباء في دار الدنيا ؛ طمعا في فراغ قلوبهم ، وقلوب الأعداء | تحمل أثقال نفوسهم من الشرك طمعا في راحة نفوسهم .

وقال بعضهم : الولي من يصبر على البلاء ويرضى بالقضاء ويشكر على النعماء .

وقال أبو يزيد : أولياء الله هم عرائس الله ، ولا يرى العرائس إلا من يكون محرما | لهم ، وهم مخدرون عند الله في مجال الأنس لا يراهم أحد .

قال بعضهم : إن حال الأولياء في الدنيا أرفع من حالهم في الآخرة ، لأن الله جذب | بينهم في الدنيا وقطعهم عن الكون وفي الآخرة يشغلهم بنعيم الجنة .

قال أبو علي الجوزجاني : الولي هو الفاني في حاله ، الباقي في مشاهدة الحق | وذاته ، تولى الله أسبابه فتوالت عليه أنوار التولي ، لم يكن له عن نفسه أخبار ولا مع | أحد غير الله قرار .

وسئل أبو حفص عن الولى ، فقال : الولي من أيد بالكرامات وغيب عنها .

قوله تعالى : لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة > 2 <

يونس : ( 64 ) لهم البشرى في . . . . .

> > [ الآية : 64 ] .

صفحة ٣٠٧