285

تفسير السلمي

محقق

سيد عمران

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

1421هـ - 2001م

مكان النشر

لبنان/ بيروت

قال الواسطي رحمة الله عليه : حظوظ الأولياء مع تباينها من أربعة أسماء ، وقيام كل | فريق باسم منها : هو الأول والآخر والظاهر والباطن فمن فنى عنها بعد ملابستها فهو | | الكامل التام فمن كان حظه من اسمه الظاهر لاحظ عجائب قدرته ، ومن كان حظه من | اسمه الباطن لاحظ ما جرى في السرائر من أنواره ومن كان حظه من اسمه الأول كان | شغله ما سبق ، ومن لاحظ اسمه الآخر كان مرتبطا بما يستقبله ، وكل كوشف على قدر | طبعه وطاقته إلا من تولاه الحق ببره وقام عنه بنفسه .

وقال يحيى بن معاذ : الولي الذي لا يرائي ولا ينافق ، وما أقل صديق من كان هذا | خلقه .

قال بعضهم : قلوب أهل الولاية مصانة عن كل معنى لأنها موارد الحق .

قال الواسطي رحمة الله عليه : علامة الولي أربعة : الأولى يحفظ سرائره التي بينه | وبين ربه مما يرد على قلبه من المصائب فلا يشكو .

والثانية : أن يصون كرامته فلا يتخذها رياء ولا سمعة ولا يعقل عنها هوانا .

والثالثة : أن يحتمل أذى خلقه فلا يكافؤهم .

والرابعة : أن يداري عباده على تفاوت أخلاقهم ، لأنه رأى الخلق لله وفي أسر | القدرة فعاشرهم على رؤية ما منه إليهم .

وسئل بعضهم ما علامة الأولياء ؟

قال : همومهم مع الله وشغلهم بالله وفرارهم إلى الله .

قال بعضهم : حال الأولياء في الدنيا أشرف منها في الآخرة لأنه جذب سرهم إلى سره وغيبهم عن كل ما سواه ، وهم في الآخرة كما قال :

﴿في شغل فاكهون

.

قال سهل : الولي هو الذي توالت أفعاله على الموافقة .

صفحة ٣٠٦