142

تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني

تصانيف

التفسير

[151]

قوله تعالى : { كمآ أرسلنا فيكم رسولا } ؛ هذه الكاف للتشبيه وتحتاج إلى شيء يرجع إليه. واختلفوا ؛ فقال بعضهم : هو راجع إلى ما قبله ؛ تقديره : (فلا تخشوهم واخشوني ولأتم نعمتي عليكم) كما أرسلت فيكم رسولا ، { منكم } ، فيكون إرسال الرسل مؤذنا بإتمام النعمة. والآية خطاب للعرب ؛ أي ولأتم نعمتي عليكم كما ابتدأت النعمة بإرسال رسول منكم إليكم ؛ لأن اختياره من العرب نعمة عظيمة وشرف لهم ، واستدعاء إلى الإسلام ؛ لأنه لو اختاره من العجم لكانت العرب مع عزمها ونجوتها لا تتبعه.

قوله تعالى : { يتلوا عليكم آياتنا } ، يعني القرآن ؛ { ويزكيكم } ؛ أي يصلحكم بأخذ زكاتكم ؛ ويأمركم بأشياء تكونوا بها أزكياء ؛ { ويعلمكم الكتاب والحكمة } ؛ القرآن والفقه والمواعظ ومعرفة التأويل والسنة ؛ { ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون } ؛ من الأحكام وشرائع الإسلام وأقاصيص الأنبياء وأخبارهم ما لم تكونوا تعلمون قبل إرساله ؛ ونعمتي بهذا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

صفحة ١٤٢