فيعلم ما يعلمه تلاميذ المتصوفة البوذيين حين يؤمنون أن ملابسة العالم تكدر سعادة الروح، وأن الفرار منه أو الفرار إلى الله هو باب النجاة.
ويقرأ المسلم في كتابه:
الله نور السماوات والأرض [سورة النور: 35].
ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله [سورة البقرة: 115].
ونحن أقرب إليه من حبل الوريد [سورة ق: 16].
فلا يزيد المتصوفة إلا التفسير حين يقولون: إن الوجود الحقيقي هو وجود الله، وإنه أقرب إلى الإنسان من نفسه؛ لأنه قائم في كل مكان يصل له كل كائن:
وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم [سورة الإسراء: 44].
والله يخلق ويأمر، فهو فعال مريد، وليست إرادته مانعة من الخلق، كما يرى الفلاسفة؛ إذ يقولون: إن الإرادة القديمة لا ينشأ منها اختيار حديث، أو مخلوق حادث:
ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين [سورة الأعراف: 54].
ومما يعلمه المسلم من كتابه أن عقل الإنسان لا يدرك من الله إلا ما يلهمه إياه؛ لأنه تعالى:
صفحة غير معروفة