إما لا إلى الغاية كالماء أو إليها كالأرض وهنا الخفيف ما قل غوصه وكثر انبساطه وافتقر إلى جاذب يبلغه الغاية كالغاريقون والثقيل عكسه كشحم الحنظل وقد يراد بالخفيف ما كثر في العين وقل في الوزن كالقطن وبالثقيل عكسه كالذهب، ويداوى بالخفيف من ضعفت أعضاؤه عن القيام بالدواء ومن ثم لم يسق البكتر لضعاف المعدة مع صلاحيته للحوامل لعدم الغائلة (والمنضج) ما اعتدل بالتكوين ووقفت به الخلقة على حد لو جاوزه عد مفرطا أو قصر عنه عد فجا لأنه عكسه وهنا المنضج ما لطف الكثيف ورقق الغليظ وأسال الجامد كالسوس في خلط القصبة والبزر في خام الصدر والقرطم في الدم الجامد والفج ما ولد خلطا قاصرا كاللبن والعجور (والمبخر) ما اعتلقت بمائيته دهنية إذا اشتعلت كان منها بخار والمدخن ما كثرت أرضيته وعدمت دهنيته كالعود والملح وهنا المبخر ما ارتفع الغالب منه مع الحرارة الغريزية لزيادة أجزائه اللطيفة على غيرها وهذا إما ردئ لطيف كالثوم أو كثيف كالكراث أو جيد لطيف كالخمر أو كثيف كالسلجم والفج ما منع صعود ذلك ويسمى الحابس كالمرزنجوش والكسفرة والكابلي والكمثرى (والمدخن) ما ارتفع منه جسم لو حبس كان جرما محسوسا يابسا سواء كان الأرضي يابسا كالنوشادر المعدني أو سيالا كالقطران والمستعصى على التدخين إما منطرق كالسبعة وهذا لاستحكام مزج رطوبته بيبوسته أولا كباقي الاحجار، وهذا العلاج ما استعصى من الخلط في أعالي البدن كما نأمر بأخذ الكندر من سج برأسه البلغم (والذائب) السيال إن دام وإلا ما سهل افتراق لطيفه من كثيفة كالمنطرقات (والمستعصى) ما استحكمت حرارته (والصاعد) ما كثر لطيفه ودخانيته كالكبريت والزرنيخ (والثابت) عكسه وقد يصير كل منهما في رتبة الآخر فتصعد الفضة إذا استحكم مزجها بالكبريت وكانت الأكثر ويستقر النوشادر إذا طال امتزاجه بالحجريات كالسنبادج (واللين) ما زادت رطوبته على أرضيته كالقلعي والصلب عكسه كالحديد ويتعاكسان إذا سلط عليهما بالمزاج ما يذهب الزائد كالزرنيخ لهما والنوشادر للثاني والشب للأول وقد علمت الأصول فالتفريع سهل في التداوي وغيره (والعفص) ما جمدت مائيته وكثفت أرضيته وفعل المتضاد كما يعرض للعفص والسفرجل وقشر الرمان أن يسهل بالعصر ثم يجفف ويقبض بالأرض بعد انحلال المائية والعفن ما اتفقت الحرارة الغريبة والغريزية على رطوبته الغريبة (والمتكسر) ما انفصل إلى أجزاء كبار ولم ينفذ الكاسر في حجمه (والمتكرج) ما تداخلت أجزاؤه الباردة واستولى على ظاهره الحر وكالهش المتفتت واليابس المتشقق وكان الثاني أرطب والأول أيبس كما فرقوا بين اللين والرطب بأن اللين ما بقى على مطاوعة الغمز زمنا ما (والمقطع) ما كان فيه حدة تفرق أجزاء اللزج كالملح (والمخشن) ما تخلخل أرضيا وجمع العفوصة والقبض كزبد البحر (والمملس) عكسه كالدهن والصمغ (والاكال) ما اشتدت عفوصته كالزنجار أو بورقيته كالنوشادر أو حدته كالسكر (والمدمل) ما ضم إلى القبض لزوجة أو دهنية (والجابر) للعضو ما جمع الغروية كالكرسنة والجذب كالزفت (والمهزل) ما كان متفتتا شديد اليبس إلى بورقة ما كالسندروس والمقل (والمسمن) ما جمع الدهنية واللزوجة والغروية كالحلبة والفستق (والمسود) ما كان فيه نارية صباغة كالزرنيخ والمرداسنج وهذه الأوصاف تسمى المركبة، ومنها (التقريح) وهو عبارة عن التأكل غير أن المقرح من الدواء قد يكون كذلك من خارج فقط كالبصل فإنه إذا لصق على العضو قرحه وأكله لحدته ومتى أكل لم يفعل ذلك وما ذاك إلا أن الغريزية تحله قبل فعله فلا يؤثر. وإن كان داخل البدن ألطف وهذا الامر لا يكون إلا للغذاء الدوائي، وقد يقرح من داخل فقط كالزنجار وهذا لا يكون إلا في السم فإنه فاعل بصورته فلا تقدر الحرارة على حله وأما مرادهم بالترياقية والبادزهرية فليس
صفحة ٢٧