أسند أبو بكر محمد بن القاسم بن بشار بن محمد الأنباري قال: ثنا أبي قال: ثنا إبراهيم بن الهيثم قال: ثنا أدم -يعني ابن أبي إياس- قال: ثنا أبو الطيب المروزي قال: ثنا عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ القرآن فلم يعربه وكل به ملك يكتبه له كما أنزل بكل حرف عشر حسنات، وإن أعرب بعضه وكل به ملكان يكتبان بكل حرف عشرين حسنة فإن أعربه وكل به أربعة أملاك يكتبون له بكل حرف سبعين حسنة)) وخرج أبو حفص عمر بن شاهين قال: حدثنا عبد الله بن سليمان قال: حدثنا الحسين بن علي بن مهران قال: حدثنا عبد الله بن هارون الغساني عن أبي عصمة عن زيد العمى عن سعيد ابن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من قرأ القرآن على أي حال قرأه فله بكل حرف عشر حسنات فإن أعرب بعضه ولحن بعضه كتب له بكل حرف عشرون حسنة فإن أعربه كله فله بكل حرف أربعون حسنة)) وخرج أبو نعيم الحافظ قال: ثنا أبو النصر شافع بن محمد بن أبي عوانة قال: حدثنا محمد بن عبد الله الفرغاني أخو رغل قال: حدثنا علي بن حرب قال: حدثنا عبد الرحمن بن يحيى قال: حدثنا مالك بن أنس عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من قرأ القرآن فأعربه كانت له عند الله دعوة مستجابة إن شاء عجلها له في الدنيا وإن شاء أدخرها له في الآخرة)) حديث غريب من حديث مالك تفرد به عبد الرحمن. وعن الشعبي قال: قال عمر: من قرأ القرآن فأعربه كان له عند الله أجر شهيد. وقال مكحول: بلغني أن من قرأ القرآن بإعراب كان له من الأجر ضعفان ممن قرأ بغير إعراب. وقال صلى الله عليه وسلم : ((أعربوا القرآن واتبعوا غرائبه وفرائضه وحدوده)).
فصل قال العلماء: إعراب القرآن أصل في الشريعة لأن به تقوم
معانيه التي هي الشرع. وروى سفيان عن أبي حمزة قال: قيل للحسن في قوم يتعلمون العربية: قال: أحسنوا يتعلمون لغة نبيهم صلى الله عليه وسلم . وقيل له: إن لنا إماما يلحن؟ قال: أخروه. وكان عمر يضرب ولده على اللحن. وذكر عن ابن مجاهد رحمه الله أنه قال: اللحن لحنان، لحن جلي، ولحن خفي، فاللحن الجلي لحن الإعراب. واللحن الخفي ترك إعطاء الحروف حقوقها من تجويدها عند مخارج الحروف. قال أبو عمرو بن العلاء: سمعت غير واحد من الفقهاء يقول: إن الصلاة غير جائزة خلف من لا يميز بين الضاد من الظاء، ولم يفرق بينهما بمعرفة اللفظ. وذلك على ما حكوه لانقلاب المعنى وفساد المراد على ما بيناه في كتابنا في القراءات في باب مخارج الحروف.
وعن ابن أبي مليكة قال: قدم أعرابي في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: من يقرئني مما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فأقرأه رجل براءة فقال: إن الله برئ من المشركين ورسوله بالجر، فقال الأعرابي:
صفحة ١٠٧