تدارك بقية العمر في تدبير سورة النصر
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة السادسة والثلاثون العدد (١٢٥) ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م
تصانيف
الفوائد والأحكام:
البشارة بنصر الله لرسوله ﷺ وفتح مكة، ودخول الناس في دين الله أفواجًا، بحيث يكون كثير منهم من أهله وأنصاره، بعد أن كانوا من أعدائه. وقد وقع هذا المبشر به ١.
تحقيق نصر الله ﷿ للرسول ﷺ والمسلمين وتمكينهم من فتح مكة وغيرها لقوله ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ قال بعضهم: المعنى: قد جاء نصر الله والفتح.
دخول الناس في دين الله أفواجًا بعد نصر الله لرسوله ﷺ والمسلمين وفتح مكة، بخلاف ما كان عليه الأمر قبل الفتح، ولهذا قال ﷿: ﴿لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا﴾ ٢.
امتنان الله على رسوله ﷺ بنصره لهم، وفتح مكة، ودخول الناس في دين الله أفواجًا، وأن ذلك من نعم الله تعالى عليهم الموجبة لشكره، ولهذا قال بعده ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّك﴾ .
أن النصر بيد الله ﷿ لقوله ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ كما قال تعالى: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ﴾ ٣. وقال تعالى: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ ٤، وقال
_________
١ انظر (تيسير الكريم الرحمن) ٧/٦٨٢.
٢ سورة الحديد، آية: ١٠.
٣ سورة آل عمران، آية: ١٦٠.
٤ سورة محمد، آية: ٧.
1 / 24