تدارك بقية العمر في تدبير سورة النصر
الناشر
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
رقم الإصدار
السنة السادسة والثلاثون العدد (١٢٥) ١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م
تصانيف
تعالى: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ ١، وقال تعالى: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ ٢.
الأمر بشكر الله على نعمة النصر، وفتح مكة، ودخول الناس في دين الله أفواجًا، لقوله ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾ ٣.
وجوب تنزيه الله ﷿ عن النقائص والعيوب وعن مشابهة المخلوقين، مقرونًا ذلك بحمده ﷿ لقوله ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾ .
أن لله ﷿ الكمال المطلق من جميع الوجوه، والحمد المطلق، فهو المنزه عن جميع النقائص والعيوب وعن مشابهة المخلوقين، وهو المحمود في جميع الأحوال وعلى كل حال لقوله ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾ .
التذكير بنعم الله على العباد التي لا تحصى، من نعمة النصر والفتح، ودخول الناس في دين الله أفواجًا، لقوله ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ﴾ فَقَرْنُ الحمد باسم الرب ووصف الربوبية فيه تذكير بنعمه ﷿ كما قال ﷿ ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا﴾ ٤، ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ ٥.
أمر الله ﷿ للرسول ﷺ بالاستغفار وهو أمر له ﷺ ولأمته ممن يصلح له الخطاب لقوله ﴿وَاسْتَغْفِرْهُ﴾ .
ولهذا كان ﷺ يقول: “يا أيها الناس توبوا إلى الله
_________
١ سورة الروم، آية ٤٧.
٢ سورة الحج، آية: ٤٠.
٣ انظر (تيسير الكريم الرحمن) ٧/٦٨٢.
٤ سورة إبراهيم، آية: ٣٤، وسورة النحل، آية: ١٨.
٥ سورة النحل، آية: ٥٣.
1 / 25