قوله رضى الله تعالى عنه: علم المنايا والوصايا وفصل الخطاب
المنايا الآجال جمع المنية، وهي الاجل المقدر للحيوان، من مناه يمنيه بمعنى قدره، ومنى له ألماني أي قدر، فالمنية سميت منية لأنها مقدرة لكل، ومن هناك سمي بها الموت.
وعلم الوصايا المراد به علم الشرايع.
وفصل الخطاب هو الفارق بين الحق والباطل على الفصل والقطع.
قوله رضى الله تعالى عنه: سنة الأولى
على اسم الإشارة، وإصابة الشيء ادراكه ونيله، والخطأ العدول عن الجهة، وكل من عدل عن سمت شيء ولم يصبه فقد أخطأه، قالوا: وجملة الامر أن من أراد شيئا واتفق منه غيره يقال: أخطأ، وان وقع منه كما أراده يقال أصاب، ويقال لمن فعل فعلا لا يحسن أو أراد إرادة لا تجمل يقال: أخطأ، ولهذا يقال: أصاب الخطأ وأخطأ الصواب وأصاب الصواب وأخطأ الخطاء.
و" أصبتم سنة الأولى " أي أصبتم طريقة أولئك الأقوام من بني إسرائيل الذين ارتدوا عن السبيل من بعد موسى عليه السلام، وأخطأتم سبيلكم ورجعتم في دينكم القهقرى كما أنهم رجعوا وقد أنبأ عن ذلك التنزيل الكريم بقوله سبحانه " أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم (1) " والسنة المتواترة الصحيحة الثابتة عند العامة والخاصة من طرق متشعبة على متون متلونة.
من ذلك في صحيحي البخاري ومسلم وصحيحي النسائي والترمذي وفي
صفحة ٧٨