قال (11) جالينوس: الكموسات التي تغلب فتصر كيفيتها وكميتها خمسة: بلغم والمرة الصفراء المرة السوداء الدم ومائية الدم. ويتعرف كل واحد من هذه باللون الذي يغلب على البدن إذا كانت هذه A الكيموسات ظاهرة. فإن كانت في غور البدن فيتعرف كل واحد منها من (12) الوقت الحاضر ومن مزاج البلد والسن والأمراض أنفسها، ولا تجعل دليلك واحدا من هذه حتى تجمع بينها وتقايس وتمزجها وتغلب الأعلب منها. وكل دلائل (13) تختلف. فلا يقضي بواحد سنها حتى تقايسه بغيره وتعلب الأعلب منها. وينبغي أن ينحى (14) في كل استفراغ نحو القوة فيخرج الفضل من البدن ما دامت القوة تحتمل ولا تحور. فإن ضعفت فطعت الاستفراغ وإن كان قد نقي من الفضل نقية. وذلك أن الأبدان القوية تحتمل أن تستفرغ في دفعة واحدة، والضعيفة (15) ينبغي أن يخرج منها الفضل في دفعات كثيرة. [=aph IV] الغذاء يستعمل في الأصحاء لأحد أمرين إما ليحفظ قواهم على الحال التي هم عليها وذلك يكون بالغذاء المعتدل بين اللطيف والغليظ، وإما ليزيد في قواهم وذلك بالغذاء الغليظ. ويستعمل في المرضى الغذاء اللطيف، وإنما يعقل ذلك في المرضى لأمرين: أحدهما لئلا يزيد الغذاء في مادة المرض، B والآخر لئلا تستعمل الطبيعة بنضج الغذاء عن نضج مادة المرض. وإذا كان تلطيف الغذاء ينقص من القوة فينبغي أن تحذر كيلا تضعف القوة وتحور. ولذلك ينبغي أن يقصد في الأمراض المزمنة وهي التي تطول مدتها إلى حفظ القوة على حالها، وفي الأمراض الحادة وهي التي تقصر مدتها الى أن يكون نقصانها غير فادح بها. التدبير اللطيف [=aph V] : بتفاصيل (16). فمنه ما هو في الغاية القصوى وهو ترك استعمال الغذاء، ومنه ما هو في الغاية وليست القصوى وهو أخذ ماء الشعير وحده، ومنه ما هو لطيف فقط وهو أخذ ماء كشك الشعير، ومنه ما هو أغلظ من هذا وهو أخذ ماء كشك الشعير بثفله، ومنه ما هو أشد غلظا من هذا وهو كشك الحنطة والبيض والسمك وما جرى هذا المجرى ثم يتلو هذا التدبير المعتدل. وبعده التدبير الغليظ وهو أيضا بتفاصيل (17) على نحو ذلك، وليس نفي من التدبير المعتدل ولا من التدبير الغليظ يستعمل في الأمراض البتة وإنما يستعمل في الأصحاء فقط. من الخظأ العظيم [=aph 5] : أن A يحمل المريض على الحمية بتلطيف الغذاء فإذا رأيت قوته قد ضعفت غلظته غذاءه. وإنما الصواب هو أن تحفظ قوته ولا تدعها منذ أول الأمر تنقص تقصانا فادحا، إذ كنت تحتاج في وقت المنتهى قد أنضجت المرض وإنما بقي لها عمل يسير يزيد تتميمه في المنتهى. الخطأ: في تلطيف الغذاء من وجهين : أحد هما من قلت ضعف القوة والآخر من قبل أن العادة لم تجربه وللعادة قوة عظيمة أيضا.
صفحة ٥٤