وعبر الرجل عن سروره البالغ بوصول الصحفيين المصريين إلى هذه البقعة من العالم، ورجا منهم أن يبلغوا تحياته إلى الشعب المصري ... ثم قال الرجل في جد وبساطة: إننا نعلم أن مصر في نزاع مع بريطانيا
1
فإذا كنتم تريدون قوة تعاونكم على إجلاء الإنجليز من بلادكم، فنحن على أتم استعداد لتقديم رجالنا.
قالها الرجل في صدق وبساطة كأنها خرجت من قلبه حتى لقد شعرنا بمنتهى التأثر لهذا الإخلاص البريء الذي دفع الرجل الكريم إلى أن يقول هذا ويعرض رجاله على مصر.
وفي الباكستان صحافة إقليمية متقدمة، وإن كانت معظم الصحف الكبيرة تصدر باللغة الإنجليزية، وقد كان من الأسئلة الشائعة التي تقدم بها إخواننا في تلك البلاد السؤال التالي: كم صحيفة إنجليزية عندكم؟
فإذا سمعوا أنه لا توجد غير صحيفة إنجليزية واحدة تساءلوا: إذن بأي اللغات تصدر صحفكم؟
وكنا نقرأ في كراتشي صحيفتي «دون» - الفجر - و«سند أوبزرفر»، فلما انتقلنا إلى البنجاب أخذنا نعتمد على الصحف التي تصدر في لاهور وأهمها «باكستان تيمس» و«جازيت»، فلما انتقلنا إلى الولايات الشمالية أخذنا نقرأ صحف بشاور وأهمها «خيبر ميل».
صبي من قبائل البتان.
وتعنى صحف الباكستان بنشر أنباء مصر عناية شديدة، ولا أذكر أنه مر علينا يوم واحد ونحن هناك دون أن نطلع في الصحف الباكستانية على أهم أخبار مصر.
وقد ظننت في بادئ الأمر أن هذا الاهتمام بإبراز أنباء مصر في صحف باكستان لم يكن إلا تحية توجهها الصحافة هناك إلى الصحفيين المصريين بمناسبة وجودهم في هذه البلاد، ولكن تبين لي بعد ذلك أن هذا الاهتمام بأنباء مصر لم يكن سوى أمر عادي تستجيب به صحافة الباكستان لرغبات القارئ الباكستاني، الذي يهتم دائما بأنباء مصر اهتمامه بأنباء باكستان نفسها. وقد قال لي الأستاذ أبو السعود، وهو مصري كان يعمل في حكومة الباكستان: إن اهتمام صحف باكستان بأنباء مصر قد أغناه عن الاشتراك في الصحف المصرية.
صفحة غير معروفة