تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام الأشعري
الناشر
دار الكتاب العربي
رقم الإصدار
الثالثة
سنة النشر
١٤٠٤ هجري
مكان النشر
بيروت
تصانيف
العقائد والملل
أهل السّنة وتفقه فِي معرفَة أصُول الدّين من سَائِر الْمذَاهب إِلَى الْأَشْعَرِيّ لِكَثْرَة تواليفه وَكَثْرَة قِرَاءَة النَّاس لَهَا وَلم يكن هُوَ أول مُتَكَلم بِلِسَان أهل السّنة إِنَّمَا جرى على سنَن غَيره وعَلى نصْرَة مَذْهَب مَعْرُوف فَزَاد الْمَذْهَب حجَّة وبيانًا وَلم يبتدع مقَالَة اخترعها وَلَا مذهبا انْفَرد بِهِ إِلَّا ترى أَن مَذْهَب أهل الْمَدِينَة ينْسب إِلَى مَالك بن أنس ﵁ وَمن كَانَ على مَذْهَب أهل الْمَدِينَة يُقَال لَهُ مالكي وَمَالك ﵁ إِنَّمَا جرى على سنَن من كَانَ قبله وَكَانَ كثير الإتباع لَهُم إِلَّا أَنه زَاد الْمَذْهَب بَيَانا وبسطًا وَحجَّة وشرحًا وَألف كِتَابه الْمُوَطَّأ وَمَا أَخذ عَنهُ من الأسمعة والفتاوى فنسب الْمَذْهَب إِلَيْهِ لِكَثْرَة بَسطه لَهُ وَكَلَامه فِيهِ فَكَذَلِك أَبُو الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيّ ﵁ لَا فرق وَلَيْسَ لَهُ فِي الْمَذْهَب أَكثر من بَسطه وَشَرحه وتواليفه فِي نصرته فنجب من تلامذته خلق كثير بالمشرق وَكَانَت شَوْكَة الْمُعْتَزلَة بالعراق شَدِيدَة إِلَى أَن كَانَ زمن الْملك فنَاخسره وَكَانَ ملكا يحب الْعلم وَالْعُلَمَاء وَكَانَت لَهُ مجَالِس يقْعد فِيهَا للْعُلَمَاء ومنَاظرتهم وَكَانَ قَاضِي الْقُضَاة فِي وقته معتزليًّا فَقَالَ لَهُ فنَاخسره يَوْمًا هَذَا الْمجْلس عَامر من الْعلمَاء إِلَّا أَنِّي لَا أرى
1 / 118