تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام الأشعري

ابن عساكر ت. 571 هجري
95

تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الإمام الأشعري

الناشر

دار الكتاب العربي

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٠٤ هجري

مكان النشر

بيروت

ويعلمون أَن لأهل السّنة نَاصرا بِالْحجَّةِ وَكَانَ أَكثر منَاظرته مَعَ الجبائي المعتزلي وَله مَعَه فِي الظُّهُور عَلَيْهِ مجْلِس كَثِيرَة فَلَمَّا كثرت تواليفه وَنصر مَذْهَب السّنة وَبسطه تعلق بهَا أهل السّنة من الْمَالِكِيَّة وَالشَّافِعِيَّة وَبَعض الْحَنَفِيَّة فَأهل السّنة بالمغرب والمشرق بِلِسَانِهِ يَتَكَلَّمُونَ وبحجته يحتجون وَله من التواليف والتصانيف مَا لَا يُحْصى كَثْرَة وَكَانَ ألف فِي الْقُرْآن كِتَابه الملقب بالمختزن ذكر لي بعض أصحابنَا أَنه رأى مِنْهُ طرفا وَكَانَ بلغ سُورَة الْكَهْف وَقد انتهي مائَة كتاب وَلم يتْرك آيَة تعلق بهَا بدعي إِلَّا بَطل تعلقه بهَا وَجعلهَا حجَّة لأهل الْحق وَبَين الْمُجْمل وَشرح الْمُشكل وَمن وقف على تواليفه رأى أَن اللَّه تَعَالَى قد أمده بمواد توفيقه وأقامه لنصرة الْحق والذب عَن طَرِيقه وَكَانَ فِي مذْهبه مالكيًّا على مَذْهَب مَالك بن أنس ﵁ وَقد كَانَ ذكر لي بعض من لقِيت من الشَّافِعِيَّة أَنه كَانَ شافعيًّا حَتَّى لقِيت الشَّيْخ الْفَاضِل رَافعا الْحمال الْفَقِيه فَذكر لي عَن شُيُوخه أَن أَبَا الْحسن الْأَشْعَرِيّ ﵁ كَانَ مالكيًّا فنسب من تعلق الْيَوْم بِمذهب

1 / 117