تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة
الناشر
مكتبة التوعية الإسلامية لإحياء التراث الإسلامي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٠ هـ
مكان النشر
القاهرة - جمهورية مصر العربية
تصانيف
وبعد، (فالصحيح) فى حديث الترجمة أنه من قول التابعي الجليل مجاهد بن جبر رحمة الله عليه - مع اختلاف يسير - فالإمام البيهقى ﵀ بعد أن علقه عنه - عقب حديث الواقدى - وصله من طريق عبد الله بن الوليد العدني عن سفيان عن عثمان بن الأسود عنه، فاختصر لفظه ورواه عبد الرزاق فى "مصنفه" (٣٢٤٥) عن الثورى به عنه قال: "تحريك الرجل إصبعه فى الصلاة مقمعة للشيطان".
والمراد بالتحريك هاهنا الإشارة نفسها، فقد رواه ابن أبى شيبة (٢/ ٤٨٤) عن حفص بن غياث عن عثمان عن مجاهد بلفظ: "الدعاء هكذا - وأشار بأصبع واحدة - مقمعة للشيطان". وإسناده صحيح.
وبالإشارة فسره أيضًا الإمام البيهقي كما يفهم من إيراده للآثار فى ذلك (٢/ ١٣٣)، وبصنيعه استدل الشيخ الأعظمى ﵀ على ما ذكرناه.
(أما) ما جاء فى رواية - فردة - من روايات حديث وائل بن حجر الحضرمى رضى الله عنه - فى صفة صلاة النبى ﵌ وفيها: "ثم رفع أصبعه فرأيته يحركها يدعو بها ... " الحديث.
وهى عند النسائى وابن ماجة وابن خزيمة والبيهقى وغيرهم بإسناد رجاله ثقات لكن لفظة: "يحركها" زائدة من زائدة! وهو زائدة بن قدامة أبو الصلت الكوفى، ثقة ثبت صاحب سنة كما فى "التقريب" (١٩٨٢) لكنها شاذة، وقد جزم ابن خزيمة فى "صحيحه" (١/ ٣٥٤) بأنه تفرد بها، ولم أجد له متابعًا مع كثرة التفتيش عن طرق هذا الحديث وقد رواه أحد عشر رجلًا كلهم - إلا واحدًا - من الثقات الحفاظ، فلم يذكروها، وهم:
١ - سفيان بن سعيد الثورى.
٢ - سفيان بن عيينة الهلالى.
٣ - شعبة بن الحجاج.
٤ - عبد الواحد بن زياد.
٥ - عبد الله بن إدريس.
٦ - زهير بن معاوية.
٧ - أبو عوانة اليشكرى.
٨ - أبو الأحوص سلام بن سليم الحنفى.
1 / 53