تبييض الصحيفة بأصول الأحاديث الضعيفة
الناشر
مكتبة التوعية الإسلامية لإحياء التراث الإسلامي
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٠ هـ
مكان النشر
القاهرة - جمهورية مصر العربية
تصانيف
قلت: بل الواقدى بَيِّن الضعف كما تقدم عن ابن عدى، وهو متروك الحديث كذبه ورماه بالوضع جماعة من الأئمة. وأورد له الذهبي أيضًا هذا الحديث (٣/ ٦٦٤) فى جملة ما استنكر عليه. وقد خالفه أحد الثقات فى متنه.
فقد روى الإمام أحمد (٢/ ١١٩) والبزار (٥٦٣ كشف) عن أبى أحمد الزبيرى- وهو ثقة- ثنا كثير بن زيد عن نافع قال: كان عبد الله بن عمر إذا جلس فى الصلاة وضع يديه على ركبتيه، وأشار بإصبعه، وأتبعها بصره، ثم قال: قال رسول الله ﵌: "لهى أشد على الشيطان من الحديد". يعنى السبابة. وإسناده حسن، وكثير بن زيد صدوق حسن الحديث على الراجح من أقوال العلماء.
وقد صحح الإمام البخارى ﵀ حديثا هو فى إسناده كما فى "علل الترمذى الكبير" (ص ٦٧٧).
ثم وجدت كذابًا آخر روى حديث الترجمة على لون آخر، ففى "الحلية" (٧/ ١٣٩) من طريق أبى حذيفة إسحاق بن بشر ثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: "كان رسول الله ﵌ إذا دعا يدعو بيده اليسرى (٣٣) يبسطها ويشير بإصبعه المسبحة ويقول: إن الإشارة فى الدعاء بالمسبحة مقمعة للشيطان". وأبو حذيفة هذا هو البخارى صاحب كتاب "المبتدأ" وهو متهم بالوضع، وهو شر من الواقدي إذ لم يعدم الأخير من يوثقه ويدافع عنه - بغير صواب - أما أبو حذيفة فلا أعلم أحدًا شهد له بخير! ثم وجدت محمد بن عمر الداربجردى يوثقه، فقال الحافظ فى "اللسان" (١/ ٣٠٤): "فلم يلتفت إليه أحد لأن أبا حذيفة بين الأمر لا يخفى حاله على العميان"! والراوى عنه: القاسم ابن المساور الجوهرى ترجمه الخطيب (١٢/ ٤٢٧) برواية ابنه أحمد عنه، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا.
_________
(٣٣) كذا فى "الحلية" فليحرر.
1 / 52