التبصير في معالم الدين

الطبري ت. 310 هجري
66

التبصير في معالم الدين

محقق

علي بن عبد العزيز بن علي الشبل

الناشر

دار العاصمة

رقم الإصدار

الأولى 1416 هـ - 1996 م

للعباد في أفعالهم وأعمالهم صنع، وإنما يضاف إليهم ذلك كما تضاف حركة الشجرة إذا حركتها الريح إلى الشجرة، وليست لها حركة وإنما حركتها الريح، وكما يضاف طلوع الشمس إلى الشمس وليس لها فعل وإنما أطلعها الله، وكذهاب الحجر إذا رمي به وليس له عمل، وإنما ذهب بدفع دافع.

وقالوا: لو جاز أن يكون فاعل غير الله جاز أن يكون خالق غيره. وقالوا: لا ثواب ولا عقاب، وإنما هما طينتان خلقتا إحداهما للنار وأخرى للجنة.

31- وقال آخرون –وهم جمهور أهل الإثبات وعامة العلماء والمتفقهة من المتقدمين والمتأخرين- إن الله تعالى ذكره وفق أهل الإيمان للإيمان، وأهل الطاعة للطاعة، وخذل أهل الكفر والمعاصي، فكفروا بربهم، وعصوا أمره.

1- قالوا: فالطاعة والمعصية من العباد بسبب من الله –تعالى ذكره- وهو توفيقه للمؤمنين، وباختيار من العبد له.

صفحة ١٧٠